الخميس، 17 مارس 2016

الخرطوم وواشنطن .. انفراج في شكل العلاقات



تارجح في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن على مدى سنوات مضت حيث وصفها وزير الخارجية ابراهيم غندور في وقت سايق ( بالعدائية ) لعدم وجود استراتيجية محددة تحكم العلاقة بين الخرطوم وواشنطن  فتارة تمد جزرتها تجاه الخرطوم واخرى تسلط عصا عقوبتها دون النظر لما ينعكس من هكذا سياسات على الشعب السوداني ولكنها بدت اكثر انفراجا في شكل علاقتها مع السودان فقد اعلنت واشنطن عن تقديمها لمساعدات انسانية للسودان امر يرسم منحى جديدا للسودان وامريكا .
تصريحات الولايات المتحدة الامريكية بتقديم اكبر مساعدات انسانية للسودان يعني بالضرورة ان العلاقة تتجه نحو تطبيع العلاقات ورفع العقوبات التي ارهقت المواطن السوداني منذ العام 1997م ولعل الحديث عن التطبيع مع اسرائيل الذي نادي به برلمانيون وتداوله اعضاء الحوار الوطني خلال الاشهر الماضية وظلت ترفضه الحكومة ذات الخيط الذي يحددد شكل العلاقة بين السودان وامريكا فقادة بالحكومة يصرحون انهم قد يدرسون امر التطبيع .
ورد بروفيسور ابراهيم غندور على احد الصحفيين بقوله ان الولايات المتحدة الامريكية تتحدث سرا ان السودان يحرجها بسوء العلاقة مع اسرائيل الا ان غندور يؤكد على ان السودان لن يرهن علاقاته مع دولة على حساب دولة اخري في اشارة لارتباط التوتر مع اسرائيل والتطبيع مع امريكا التي تربطه معها مصالح مشتركة وتتطلع الخرطوم الي ان ترفع واشنطن عقوباتها عنها التي مثلت اجحافا في حق شعبه وظلت امريكا ترهن رفع عقوباتها عن السودان بشروط وهمية لاوجود لها علي ارض الواقع ، فالسودان اوفي بكل التزاماته التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل الموقعة بنيفاشا 2005م مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وبذل جهودا لاجل الوحدة الا ان الجنوبيين اختاروا الانفصال وكان السودان اول من رحب بالدولة الوليدة 2011م التي خلفتها الضغوطات الدولية ذات الاجندة الخفية ، وصرح مصدر لـ(القوات المسلحة ) فضل حجب اسمه ان سلفاكير طالبته واشنطن بالحضور والدخول في مفاهمات ادت الى تحويل رغبته خلال (5) ايام فقط من الوحدة الي الانفصال حيث طار بعدها الي تل ابين لضمان ما تعهدت به ان توصل الجنوبيون الي الانفصال وعمل السودان على مكافحة ومحارب الارهاب الا انه مايزال يصنف ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب .
واشنطن بعد ان اعلنت مؤخرا عن وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الخرطوم لتحسين الوضع على الارض في دارفور ودفع عملية السلام مقابل تقديمها لحوافز والاستعرض نفسها لمزيد من الضغوطات السياسية (الجزرة والعصا ) ، وقالت واشنطن ان السياسية الجديدة تهدف الي انهاء النزاع في دارفور وضمان تطبيق اتفاقية السلام الشامل ووصفها دبلوماسيون تطورا ايجابيا للموقف الامريكي تجاه السودان وان العقوبات تضر كثيرا بالشعوب , وندد ناشطون بالعقوبات الامريكية علي السودان وطالبوا واشنطن برفع الحظر حيث رفعته عن 55 من مشاريع البيئة والزراعة بالسودان وخفضت 2015 من تصدير انواع محددة من اجهزة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات خطوة اعتبرتها الخرطوم تقود نحو تطبيع العلاقات بين الدولتين ، فيما رات واشنطن انه سيعزز من حرية التعبير ويساعد المواطن على التواصل مع العالم الخارجي .
وبعد الانفصال بدت ملامح تخفيف الضغوطات الامريكية تجاه السودان حيث فتحت مسارات لحوار بين الدولتين وتبادل للزيارات ولكن مراقبون وصفوا ما يجري من حوار بين الخرطوم وواشنطن بالبطئ ، فالولايات المتحدة تبدي رغبتها بصورة واضحة في فتح علاقة طبية مع السودان ورفعت الحظر جزئيا عن بعض الاليات الزراعية والبرمجيات الا انها ما زالت تتنزل عقوباتها على المعاملات البنكية والتي انتهجت كثيرا من الدول الحليفة لها ذات النهج ولكن الخرطوم استطاعت عبر جهود دبلوماسيتها من اثناء بعض دول الخليج عن حظر معاملاتها البنكية ، فالسعودية عادت من جديد لبناء علاقات متميزة ذات مصالح مشتركة بعد ان شاركت القوات المسلحة في عاصفة الحزم ، ضد حوثيي اليمن وقطع علاقاته مع ايران والتي اعادت اليه علاقاته بالمنطقة العربية الي وضعها الطبيعي ومؤخرا شارك البشير في مناورات رعد الشمال ، والتي وجدت ترحيبا من العاهل السعودي الذي هناه البشير بنجاح مناورات رعد الشمال ، انفتاحا يصيب لصالح الضغوطات التي تواجهها واشنطن من بعض الدول الصديقة للسودان رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ورفع الحظر عنه .
رباب رحمة الله                                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...