الأحد، 27 مارس 2016

صناعة النسيج.. غزل خيوط الفشل



شهد قطاع النسيج تدهوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة خاصة بعد تقلص مساحات القطن المزروعة بمشروع الجزيرة إلى (82) ألف فدان في العام 2011م، و(139) ألف فدان للعام 2014م،  طبقاً للتقارير السنوية لبنك السودان، وأدى التدهور لإغلاق عدد من المصانع بالبلاد وتصفيتها وتغيير غرضها، بجانب الأسعار المنخفضة للمنتج المستورد، وساهم ذلك في خروج مصانع كبيرة من دائرة المنافسة، والاستغناء عن الأيدي العاملة، ويواجه القطاع العديد من التحديات والعقبات، أبرزها التكلفة العالية لمدخلات الإنتاج، وعدم توفر النقد الأجنبي بجانب إلغاء الاعتمادات البنكية، ووصف مختصون السياسات التي تتبعها السلطات بالخاطئة واتهموها بشل القطاع، (آخر لحظة) التقت بالجهات المعنية فإلى ما جاء بالمساحة التالية:
تحقيق: معاوية عبد الرازق- نفيسة الطيار
إحصائيات:
كشفت دراسة أجراها اتحاد الغرف الصناعية السوداني في العام 2013 عن خروج (9) شركات عن دائرة الإنتاج بصورة نهائية، وهي  (غزل البحر الأحمر وينتج 2100 طن في العام، وتم تحويله لخردة، شركة نسيج النيل الأزرق ينتج 2100 طن تمت تصفيتها، شركة الخرطوم للغزل والنسيج وتنتج 4050 طناً في العام وتم تغيير غرضها، شركة نسيج ودمدني نتنج حوالي 2100 طن وأيضاً تمت تصفيتها، النيل للغزل ببورتسودان ويعادل إنتاجه 14100 طن أيضاً تمت تصفيتها، الغزل الرفيع 1800 طن وتم تغيير غرضه بعد التصفية، غزل قدو ويعادل إنتاجه 1800 طن ولم يتم تركيبه، أما شركة جميرا بلغ إنتاجها 14400 طن وتمت تصفيتها، وتمت تصفية غزل سنار وكان يعادل إنتاجه 2100 طن، ليصبح مجموع إنتاج المصانع التي خرجت في العام 31590 طناً في العام).
وبحسب التقارير السنوية لبنك السودان في العام2013) -2014(م تقلصت المساحات المزروعة بالقطن إلى 193 ألف فدان بإنتاجية تبلغ 162 ألف بالة، وقد وصلت أعلى درجاتها في العام 1996-1997م إلى (644) ألف فدان، بإنتاجية (527) ألف بالة.
مشاكل بالجملة:
يقول نائب مدير بأحد مصانع النسيج، إن مشاكل الصناعة كثيرة متمثلة في التكلفة العالية للإنتاج، والتي لا تتواكب مع السوق باعتبار أن المصنوعات المستوردة أقل سعراً من المحلي، وأقل جودةً، بجانب ارتفاع أسعار المواد الخام والنقد الأجنبي، ومعظم المصانع لديها شراكات مع جهات أخرى تعمل على تصنيع طلبيات لها، حيث نقوم بتصنيع كافة أنواع القماش من زي مدرسي، وهو موسمي ويعتمد على السوق، أما الرسمي بمختلف أنواعه يكون وفقاً لعطاءات، والطلبات بالسوق العام ضعيفة جداً لارتفاع تكلفة الأقمشة وتفصيلها مقارنة بالملابس الجاهزة، وأردف: السوق الحالي لا يغطي التكلفة التشغيلية للمصنع، الأمر الذي أدى لتقليص العمالة من (150 80)، ولا يوجد برنامج عمل واضح لاستيراد الغزول بكميات كبيرة، ونكتفي فقط بالعمل بصورة ضئيلة ريثما تحضر الطلبيات، وفي تلك الحالة تضطر المصانع لتضييق هامش الربح لمجاراة السوق، وبالتأكيد تؤثر هذه السياسة على الاستمرارية. واعتبر نائب المدير أن الفشل في توفير النقد الأجنبي والسياسات الخاطئة خاصة بالمحليات، فهي تطاردنا بدفع جبايات تحت عدد من المسميات دون تقديم خدمات مقابلها، فضلاً عن عدم فتح الاعتمادات ودعم مصانع الغزل، قصم ظهر صناعة النسيج بالبلاد، حيث تحولت معظم المصانع لمخازن وتوقفت عدد من الماكينات بالمصانع لعدم الحاجة لبعضها.
قرار شخصي:
كشف المدير عن وجود إشكالية متمثلة في شراكة مصانع النسيج، وإن قللت نوعاً ما الخلافات الإدارية، ولكنها تخضع لقرار شخص واحد دون إعطاء الموظفين والعمال اي اعتبار، وإن الأمر بالنسبة لهم (ربح وخسارة)، وهذا مايعيب القطاع الخاص.
إغلاق وتسريح:
أغلقنا أبواب المصنع وسرحنا العاملين لعدم توفر الخام، هكذا بدأ مسؤول بمصنع نسيج بالخرطوم بحري حديثه، مواصلاً بجانب أن إلغاء الاعتمادات البنكية والسوق الأسود يوقع ضرراً وخسارة كبيرة، وبالتالي لا مفر أمامنا سوى الإغلاق،  فالحظر الاقتصادي أحجم التعامل مع البنوك السودانية، مما يتطلب تدخل وسيط وهي تكلفة إضافية، لذلك لا بد من تغيير السياسات الحكومية التي شلت قطاع النسيج لعدم ثباتها وتغييرها بين حين والآخر، ويضيف المسؤول قطوعات الكهرباء من المشاكل الأساسية، وبالطبع لا تمتلك المصانع سيولة لاستيراد الوقود خاصة المتوسط إنتاجها، ورهن انتعاش الصناعة بتوفير المواد الخام وفتح الاعتمادات البنكية، وأعاب على مصنع سور للغزول تغطيته لمجموعته فقط، بينما تفشل المصانع الأخرى في الحصول على الغزول محلياً أو من الخارج.
تشريد العمال:
قال الموظف بمصنع الصداقة للمنسوجات بالحصاحيصا سابقاً عمر حمد النيل إنه عمل بالصنع منذ العام 1990 2005م وكان يستوعب (1120) عاملاً من مختلف قرى الجزيرة، وينتج (الدمورية، الدبلان، شاش طبي، بولستر، تيتل، خيوط، أقمشة ملونة)، ويعمل بثلاث ورديات دون توقف، واستنكر عمر السياسات التي تم اتخاذها مؤخراً في مطلع الألفية الثانية، والقاضية بنقل القطن من مشروع الجزيرة إلى بورتسودان وإحضاره مرة أخرى للمصنع، رغم أنه يقع بمشروع الجزيرة وزاد هذا الإجراء من تكلفة الترحيل.
إلغاء وظائف:
أشار الموظف بمصنع الصداقة إلى توقف الرواتب منذ العام 2000م، بعد تدهور المصنع ورفع وزير الدولة الأسبق بوزارة الصناعة مذكرة للرئاسة بإلغاء وظائف العاملين، وبالفعل أصدر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قراراً بإلغاء (1120) وظيفة في أغسطس من العام 2005م وتمت إحالتهم للمعاش، وحتى الآن لم تنفذ تلك الجهات قرار رئاسة الجمهورية بمنح المفصولين حقوقهم.
الجدير بالذكر أن المصنع عاود العمل بشراكة مع جهات أخرى، ولكن لم يتم استيعاب أي من العمالة السابقة.
مبادرة:
أشار عميد كلية النسيج بجامعة الجزيرة سابقاً د. كمال مبارك الجاك إلى إشكاليات عديدة تواجه الصناعة، أبرزها المادة الخام وجودتها، بجانب المشاكل المتعلقة بظروف القطاع الخاص، وكل هذا تحت مسمى البيئة المشجعة للعمل، وإذا لم تتوفر ستحدث مشكلة جبايات وضرائب، ولا ننسى إلغاء فترة السماح، وهي متعلقة بالتمويل والآن المصانع تدفع مقدماً لشراء مدخلات الإنتاج، وأعلن عن مبادرة تقودها جامعة الجزيرة للنهوض بقطاع النسيج من العام الحالي حتى 2025م، والفكرة تهدف لوجود مجلس أعلى على مستوى الرئاسة لتكثيف كافة الجهود.
حلول:
رهن الجاك الحلول لإنعاش الصناعة بتوجه الدولة لإقامة مصانع بشراكات مع جهات أخرى كمصنع سور، وإدخال مصانع (كوستي، الحاج عبد الله، الدويم، شندي)، وهي مملوكة لوزارة الصناعة تحت مظلة الشراكة.
مسؤولية الحكومة:
وأرجع الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي التشوهات في القطاع المعني إلى التشوهات الكاملة في جسم الاقتصاد، وسبق أن نوهنا إلى الاهتمام بالعملية الإنتاجية، واتهم الرمادي السلطات بإهمال المصانع  والمزارع، الأمر الذي أدى لتوقف عدد كبير من المصانع، وولد ذلك أضراراً إضافية على الاقتصاد بعد تسريح الأيدي العاملة، وأصبحت أعداد كبيرة من الأسر بلا دخل، وزاد من دائرة الفقر ورفع معدلات البطالة، وحرم الاقتصاد من  منتجات تلك المصانع، وتغطية كثير من احتياجات المواطن، فضلاً عن توفير عملات أجنبية، ولا ننسى دعم صادرات البلاد، وكل هذه الحلقة تدعم ميزان المدفوعات، وتأسف على ترهل الاقتصاد، وعجز البنوك أمام فتح الاعتمادات البنكية، معيباً على السياسات التي وصفها بغير الراشدة، ودعا لإنقاذ قطاع النسيج والاهتمام به.
تأثير مباشر:
نوه د.كمال إلى تأثير زراعة القطن على حجم الإنتاج، وهناك تطمينات من هيئة البحوث بحل الإشكاليات المتعلقة بزراعة القطن، خاصة في ظل وجود القطن المحور، والذي ينتج من (8-10) أفدنة، بجانب تقليله لتكلفة استخدام المبيدات.
خامات متوفرة:
قطع الباحث بهيئة البحوث الزراعية د.عبد الرحمن بتوفر جميع خامات القطن، وإنتاج الطبقات من الغزل حتى الدمورية، واستطاعت الهيئة توفير المجموعات الغزلية، وواجهتنا إشكاليات في السنوات الماضية منها تذبذب الإنتاجية وسوء الإعداد، وتم حل إشكالية العسلة التي تتسبب بها بعض الحشرات، وردد: دخول القطاع الخاص مهم كداعم لعملية إنتاج القطن باعتبار دخوله في شراكات مع المنتجين، وتوقع الباحث مستقبلاً زاهراً لصناعة النسيج بالبلاد.
لا حياة لمن تنادي:
ويضيف نائب رئيس غرفة الغزل والنسيج باتحاد الغرف الصناعية د. الفاتح عباس أن الغرض الأساسي من العملية هي سلاسة القيمة المضافة، والملاحظ أن البرنامج الخماسي يركز على القطن، والمعلوم أن الغزل يرتبط بإنتاج القطن، وعندما تنتج الغزول يتحرك قطاع النسيج، ومن ثم التجهيز والتريكو، واقترحنا زراعة 500 ألف فدان من القطن، والطاقة المتاحة هي 17 ألف طن وهي المصانع العاملة.
كما اقترحنا زيادة مساحات الزراعة القليلة بـأكثر من 800 ألف فدان تستهدف في المراحل الأولى 500 ألف لرفع الإنتاجية إلى (12) قنطاراً للفدان بدلاً عن 6 و7، وتحويل القطن لغزول  لنصل إلى 17 ألف طن بالتدرج خلال سنوات، واستهدفنا تصدير 60% من الإنتاج و40% للغزل والتريكو، والآن رغم أننا رفعنا المقترحات وأوراقاً ما تزال المصانع العاملة تستورد الغزل من الخارج، باعتبار أن تقلص المساحات مع تدني الإنتاجية له دور كبير في الوصول بالقطاع لهذه المراحل.
مراحل عديدة:
أوضح نائب رئيس غرفة النسيج أن إنتاج القطن يمر بـ(18) مرحلة أساسية حتى يصل لصناعة الملابس الجاهزة واللحوم، فيبدأ من تحضيرات وتجهيزات الزراعة، مروراً بالحصاد والحلج، وهذه المرحلة تقسم الإنتاجية إلى نوعين، الأولى تتفرع منها الشعرة التي تستخرج منها الغزول، ليفرز التريكو والنسيج مروراً بمراحل التجهيز، الصباغة والطباعة والتبييض، انتهاءً بصناعة الملابس الجاهزة، ومرحلة الغزل تعتبر مفصلية إذا لم يتم إنتاجه يلغى ما بعده بشكل مباشر، أما النوع الثاني الذي يتفرع من الحلج هو البذرة، وتذهب إلى المعاصر لتستخرج منها الأعلاف التي يستفاد منها في تربية المواشي والدواجن، وبالتالي ينتجان الألبان واللحوم.
ورهن عباس نجاح القطاع بتعديل السياسات الخاصة بالعملية الزراعية والصناعية والاستقرار، بالإضافة لتحرير السوق المحلي ومكافحة الاحتكار وتنظيم الأسواق.
صناعة الغزل والنسيج (جار عليها الزمن)، انطفأ بريقها، لم تعد كما كانت (ياما هنا ياما هناك) بعد أن كانت وإلى وقت غير قصير صناعة يضرب بها المثل (لها شنة ورنة)، اختطفت على يد أهل الثقة من - معدومي - الخبرة والكفاءة، الذين رسا عليهم عطاء إدارتها، فلم تسلم من العبث والتخريب، وأصبح حالها يصعب على الكافر.
ومع امتداد الإدارات - غير الأمينة - وتجاهل عمليات الإحلال والتجديد على مدى أكثر من ثلاثة عقود، تعرضت لكثير من الهزات والنكبات، وأصابها ما أصاب غيرها من الصناعات، لتتحول من صناعة إستراتيجية إلى شيء آخر يحمل الاسم فقط.
وبعد أن (مال حالها) وضربها الكساد، لم تعد قادرة على المنافسة، أو حماية نفسها من غدر الأيام، وبدلاً من الإصلاح تم تفريق دمها بين الشركات (وكل من هب ودب) من المستثمرين باسم (الخصخصة)، وحتى عمليات بيع بعض شركاتها لم تفلح في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فساء حالها أكثر وأكثر، وأصبحت عبئاً على ميزانية الدولة، والعمالة بها التي كانت (خلية نحل) ومصدر قوتها، أصبحت بفعل التخريب المتعمد، طاقة عاطلة تتسول مرتباتها، وتنتظر منحة الرئيس في الأول من مايو من كل عام (إييييييييه دنيا).

العطش بالمشاريع الزراعية.. فشل السياسات



 تقرير: محمد إسحاق 
إن مشكلة العطش في المشاريع الزراعية ظلت واحدة من المشكلات التي تحتاج الى الاهتمام المتزايد والالتفات لها من قبل الدولة، ومراجعة السياسات الخاصة بالري للوصول الى إنتاجية عالية. وحسب حديث الخبراء الزراعيين الذين أشارو الى عدم وجود عطش في المشروعات الزراعية بالبلاد، بل أن هناك عدم تنظيم في الدورة الزراعية المنظمة في أغلب المشاريع الزراعية ما نتج عن ذلك كثير من السلبيات التي تتمثل في إدخال المزارعين في مديونيات مع البنوك الممولة للمزارعين بالإضافة لتدني الأسعار في قطاع الثروة الحيوانية. كل هذه العوامل تؤدي الى عدم رغبة للمزارعين في العملية الزراعية بشكل دوري، وعلى الدولة الاهتمام بمشكلات المزارعين تجاه العملية الزراعية ودعمهم لاسهامهم في الاقتصاد القومي بشكل إيجابي. أما الناطق الرسمي بمشروع الجزيرة والمناقل جمال دفع الله، فأشار في حديثه لـ«الإنتباهة»، إن مشروع الجزيرة والمناقل لم يتعرض للعطش في هذا الموسم وفي بعض المناطق التي تعرضت للعطش، قامت شركات التأمين بدفع التعويض للمزارعين الذين تضرروا من العطش كشركة «شيكان» للتأمين وشركة «البركة» وشركة «التعاونية» وشركة «النيلين» للتأمين الزراعي. وقال إن مجلس إدارة المشروع وضع خطة مرحلية تفادياً للعطش في الفترات القادمة، والتي تتثمل في استدامة الري وذلك بتوفير 150 آلة طمح، على أن يترك كل ما يختص لعمليات الري ووحدة إدارة الري على الشركات العاملة بالمشروع كنوع من التحوطات اللازمة للموسم القادم وقال إن دور وزارة الزراعة الاتحادية لمساعدة المزارعين محاربة العطش في المشروع إن دورها فقد يكمن في الجانب الارشادي فقط  اما الامين العام لاتحاد مزارعي الولاية الشمالية، فأشار الى أن مشكلة العطش هي واحدة من المشكلات التي تحتاج لمعالجة جذرية في بعض المشروعات الزراعية بالولاية. وقال إن هذه واحدة من مهام وزارة الزراعة الولائية أن تقوم بدورها لحل مشكلات العطش.
 أما حسن زروق ممثل المزراعين بولاية القضارف، فأشار الى أن مشكلة العطش لهذا الموسم بالولاية أدت الى فشل 85 % من الموسم وأن تأثير العطش امتد حتى الى الثروة الحيوانية، مما أدى الى تدني أسعار المواشي من 1500 الى 500 جنيه كما انعكس على العرض وقلة في الطلب، مما أدى لتعسر المزارعين بعدم سدادهم لمديونية البنك الزراعي، وقال حسن إن الحلول الجذرية للعطش اهتمام الدولة بحل مشكلة العطش بجانب ذلك على المزارعين المستطيعين لسداد مديونية البنك من أجل استمرارية العمل الزراعي بالولاية ولتحقيق الإنتاجية العالية وتأجيل مديونية.
المعسرين وإدخالهم في عملية التمويل من جديد.
 أما الخبير الزراعي أنس سرالختم، فأشار الى أن سبب العطش في المشاريع الزراعية ناتجة من عدم تنظيم في الدورات الزراعية خاصة في مشروع الجزيرة والمناقل الذي يمكن من زراعة 800 ألف فدان في كل موسم، ولكن للأسف لم تتم زارعة هذه المساحة بالمشروع، وقال إن مشروع الجزيرة تتوفر فيه المياه منتظمة من الخزان يومياً بنسبة 34 مليون لتر مكعب ولكن تستخدم وتوزع بشكل غير منظم لترعة المناقل وغيرها. وقال إن مشروع الجزيرة عام 2005 كان مبنياً على هيكل ثلاثي (مزارعون، ري،ادارة). ولكن الآن هذا المشروع فقد الكثير من المقومات التي تتمثل في عدم وجود أسس لتنظيم الزراعة في المشروع وغياب في الدورة الزراعية بسبب قانون عام 2005، وأصبحت المساحات المزروعة بالمشروع 50% تزرع في فصل الصيف و50%  منها في فصل الشتاء، أما مشاريع النيل بولاية نهر النيل، فاستخدمت هذه المشروعات لأغراض أخرى ولا توجد مشروعات زراعية بعينها ولم تعد كما كانت في السابق.
 واشتكى احمد الدابي من  مزارعي ولاية نهرالنيل من شدة العطش في الولاية، وقال إنه في الموسم الماضي تضرر كثيراً بسبب العطش، وقال إنه حصد 3جوالات قمح فقط من 3 أفدنة. وقال إن هذا الموسم ايضاً يعانون من العطش باستمرار، مما أدى الى تأثير الكثير من المشروعات الزراعية بالولاية، وعاب دور حكومة الولاية لعدم وقوفها مع المزراعين لمساعدتهم في القطاع الزراعي بالولاية وقال إن بسبب العطش الذي ظل مستمراً دون تدخل من حكومة الولاية والذي أدى الى ترك الكثير من المزارعين العمليات الزراعية خوفاً من للاعسار وعدم سدادهم لمديونية البنوك.

انتهت امتحانات الشهادة .. الحسم مطلوب والمراجعة مهمة



اما وقد انتهت امتحانات الشهادة بالامس ، واستجمع السودانيين انفاسهم جراء الشائعات التي زعزعت استقرار الاسر واثرت بالضرورة على نفسيات طلابنا فانا نطالب وزارة التعليم بعقد مؤتمر صحفي تواجه خلاله الاعلام وتطرح فيه الحقائق بلا تزويق او مواربة ، من حق الشعب السوداني ان يطلع على الحقائق كاملة وان لا يترك نهبا لـ( شائعات الواتساب ) والقيل والقال .
نعم الوزارة غير مسؤولة عن سلوك الممتحنين سواء كانوا سودانيين او اجانب ، واعتقد ان الغش سلوك وارد في الامتحانات وليس بدعة ولن يحمل الحديث عنه جدا ، الخطر في ماحملته الاسافير وطارت به ( الواتسابات ) وهو الحديث عن تسريب الامتحان .
لا اعتقد ان من مصلحة وزارة التعليم التستر على تسرب الامتحان ومع انه اسوا الاحتمالات الا انه ليس جديدا ولا يمثل سابقة بالتاكيد في احد الاعوام اعادت الوزارة الامتحانات جميعها وحدث هذا الامر في اوراق عقيدتها لاسوا الاحتمالات فلماذا ستتستر هذه المرة ؟!
الشهادة السودانية سادتي جزء من شرفنا الوطني ، وطقس موسمي نجدد فيه ولاءنا للقيم التربوية المرعية ، وثير مومتر سنوي يمكننا من قياس القدرة على التميز في ادارة اكبر عملية اكاديمية توحد مشاعر السودانيين ونبضهم وتبرم موعدا بينهم وقداسة التعليم وتميزه وانحيازه لتقاليد راسخة واسس مرعية مكنت السودان من امتلاك (شهادة ) من العيار التقيل يتسابق اليها الاجانب لا لانها تمكنهم من حصد النسب الكبيرة ولكن لسمعتها وقيمتها الاكاديمية المعروفة .
بالامس استمعت لحديث لوزيرة التعليم سعاد عبدالرازق هنالج جانب موضوعي في المعالجة الاعلامية يتعلق باهمية الحفاظ على مشاعر الممتحنين وعدم تعريضهم لمعلومات قد تؤثر على تعاطيهم مع بقية الاوراق ، من حق الوزارة ان تجتهد في الحفاظ علي الجو العام بالطبع ولكن بعد ان وضع الطلاب الاقلام لابد من كشف الحقائق كاملة امام الراي العام السوداني والعالمي .
بالتاكيد حديث الوزيرة يقطع الطريق امام اي احتمالات لاعادة الامتحانات حسب ما ظلت الشائعات تتردد وهي تتمدد في الفراغ وغياب المعلومات ، الوزيرة تتحدث عن الخطوات القادمة ( اعمال الكنترول في منتصف ابريل وتسليم الشهادة في شهر رمضان المعظم اي مطلع يونيو ) ، وازاء هذه التصريحات يكون من المناسب القول ان الوزيرة اطمانت الي ان نتائج التحقيق لن تفضي الي خطر يحتم على الدولة اعادة امتحان الشهادة السودانية .
السؤال الذي مازلت ابحث عنه له عن اجابة ماهي دلالة اقبال الاردنيين وغيرهم بكل هذه الاعداد الكبيرة وكيف يسمح لهم نظام الامتحانات الالتحاق بالعملية من اية محطة ، وكيف تسمح الوزارة بمثل هذه الفوضي اعتقد ان الحسم مطلوب والمراجعة مهمة .
محمد عبدالقادر

الخميس، 24 مارس 2016

ثورة السدود في السودان احدثت نقلة تنموية كبيرة



استضافت الاذاعة السودانية عبر فترتها المفتوحة المهندس محمد حسن الحضري وزير الدولة المدير العام لوحدة تنفيذ السدود في حديث شامل عن الانجازات والاعجازات التي تحققت عبر السنين بمجهود ابناء الوحدة الميامين . وقال الحضري ان وحدة تنفيذ السدود بدات بمشروع سد مروي وكانت تسمى وحدة تنفيذ مشروع سد مروي ثم حولت الي وحدة تنفيذ السدود لدراسة السدود في لالسودان وانشائها ، واشاد بجهود الارادة السياسية ممثلة في رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والاخوة الذين كلفوا بامر الوحدة ومنهم الوزير السابق المهندس عبدالله والوزير الحالي معتز موسي و الخبرات الوطنية والاجنبية التي اسهمت في انجازات الوحدة التي تمثلت في انشاء سد مروي وتعلية سد الروصيرص وانشاء مجمع سدي اعالي عطبرة وستيت والمشاريع المصاحبة لها والسدود التي صممت وتنتظر التنفيذ ، اضاف الحضري ( اعتقد ان ثورة السدود في السودان احدثت نقلة كبيرة خلال اهدافها التي تحققت ومشروعات البنية التحتية ). مبينا ان مشاريع حصاد المياه تعتبر من اهم انجازات الوحدة مؤكدا انها ( وصلت الي 345 مشروعا وهي حصدت 90 مليون متر مكعب من المياه ) وصرح ان هناك عمل كبير في مناطق التماس في حصاد المياه خلال هذا العام ، وانه سيتم تنفيذ 130مشروعا من مشاريع حصاد المياه تتمثل في حفائر وسدود في عدد من الولايات . وعن كيفية ادارة هذه المشاريع في الولايات قال المهندس الحضري ( نحن عملنا بمنهج الاولوية تحددها الولاية ونقوم نحن بدراسة المشروع المطلوب واذا وجدناه مناسب يتم التنفيذ وعندما يكتمل يتم تسليمه للولاية ويتم التدريب على العمل والتشغيل الذي يكون من مسؤلية الولاية وكذلك الصيانة في المستقبل . واشار الحضري الي ان الوحدة تهتم ايضا بتمليك الجانب العلمي لكل الباحثين على امتداد ربوع الوطن الكبير قائلا ( ان عمل التدريب الذي شهدته الوحدة كبير اذ عملنا مع طلاب الدراسات العليا والخريجين ونظمنا لهم ما يعرف بالتدريب القومي للطلاب والخريجين وتم انجاز كبير في هذا الجانب كما ان هناك تدريب تقاعدي ، وفي مجال الاثار اشتركت الجامعات معنا ، وكانت الحصيلة ان اكثر من 2000 متدرب استفادوا من المعلوات التي وفرتها لهم وحدة تنفيذ السدود ).

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...