الأربعاء، 2 مارس 2016

الصراف الآلي أنموذجاً..




> التطور الكبير الذي يشهده العمل المصرفي في بلادنا تقف خلفه التقنية بكل تجلياتها، ولكن يهزمه الإنسان بسوء تقديره وضعف تفاعله وانفعاله ومتابعته للمهام الملقاة على عاتقه، ولهذا نتأخر ونتراجع بالرغم من أننا نملك كل المقومات والقدرات التي تمكننا من مواكبة العالم من حولنا، ومدخل كل ذلك أننا جبلنا على تجاهل التفاصيل التي تكمل كل عمل.
>
سعدت بخدمة بـ «بطاقات الصرف الآلي» في بلادنا وهي تنتشر في كل الطرقات والأسواق مما سهل على الناس الكثير من المشقة التي كانت تحاصر تعاملاتهم المالية وتقتطع وقتاً عزيزاً لإنجاز كل معاملة، فأضحى من الممكن صرف المال من أي صراف آلي بمقدار ما تحتاجه دون أن تنتفخ جيوبك أو تملأ خزائن المال في بيتك داخل الدواليب أو تحت الأسرة أو في أي مكان قد يعرضها للسرقة.
>
هذه الخدمة الممتازة تنقصها بعض النواقص المتصلة بالإنسان في حد ذاته، سواء كان من الموظفين الذين يباشرون العمل مع الجمهور أو من الإداريين الذين يشرفون على العمل الإداري داخل تلك المصارف، وما يتطلبه من متابعة دقيقة لهكذا نشاط قد يتعرض لما تعرضت له من «مساسكة» ما بين فرع بنك فيصل الإسلامي بالعمارات وما بين اتصالاتي الفاشلة والمتكررة مع شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية وهذه الأخيرة ترد على اتصالك من الجرس الأول وقبل أن تفتح فمك بكلمة واحدة يخطرك التسجيل بأن هذه المكالمة ستسجل لأغراض الجودة ولكنهم للأسف لا يفعلون شيئاً، وفي كل مرة تتصل ويتكرر ذات الموال ولا شيء يحدث وهم دائماً ما يقولون لك إنهم سيتصلون بك بعد عشر دقائق ولا يتصلون حتى تعاود من جديد.
>
أصل الحكاية، أن الصراف الآلي سحب بطاقتي الى داخل المكينة في 16/2/2016م وراجعت البنك الذي بدوره أخطرني بالمتابعة مع شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية دون أحصل على حل لمشكلتي من البنك أو من الشركة المشرفة على هذه الخدمة، وقد مر أسبوعان ومازلت انتظر.
>
في هذه اللحظة «2:57» ظهراً وأنا أكتب في هذه المادة تلقيت اتصالاً من موظفة شركة الخدمات المصرفية بأنهم لم يعثروا على «بطاقتي» وعلي مراجعة بنكي ليتصلوا بمصرف التنمية الصناعية الذي يتبع له الصراف الألي الذي ابتلع «بطاقتي» ــ يعني الحال في حالو...
>
مثل هذا التقصير المرير سمة من سمات الشخصية السودانية، ومن أبرز سلبياتها التي تصنع لنا الكثير من المشكلات وتحرمنا من خدمات ممتازة كان من الممكن التمتع بها ما دامت مقوماتها موجودة، ويبدو ذلك جلياً في كل مجال من المجالات بدءاً بالخدمات في المستشفيات وفي التعليم وفي المواصلات وفي الرياضة بكافة ضروبها وفي الثقافة بكل فنونها وفي مكاتب الكهرباء والمياه وفي الأسواق وفي المحال الخاصة. وصدقوني حتى داخل بيوتنا الحال هو نفسه... هي مشكلاتنا الأساسية.
>
المدخل لحل هذه المشكلة المزمنة هو الإعلاء من شأن الإنسان ومن قيمته وبالتالي التعامل معه بتقدير شديد باعتباره محور أعمالنا، وبالتالي محور اهتمامنا، فهو بالنسبة لتلك الشركة المصرفية ولذلك البنك ولتلك المستشفى ولصاحب البقالة وللدولة، هو من يتلقى خدماتها مقابل ما تحصل عليه منه، فإن امتنع انهار كل شيء وخسرت كل شيء.
>
يستحق المواطن أن ندلعه ما دام هو من يستهلك إنتاجنا ومنه نحصل على رواتبنا وأرباحنا وضرائبنا وجماركنا وعلى كل شيء.
الشاذلي  حامد المادح








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...