الثلاثاء، 17 يناير 2017

رفع العقوبات وضرورة ترتيب البيت..




الآن وقد انتصرت إرادة الله وانتصرت إرادة الشعب السوداني ولا ننسى أن نقول ان ارادة الخير في المجتمع الأمريكي أيضاً قد انتصرت وقادت المفاوضات بين السودان وأمريكا الى رفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على السودان منذ عشرين عاماً عانى منها الشعب السوداني كثيراً دون ذنب جناه أو خطأ ارتكبه, نقول ونوضح أن شعب السودان وقيادته ظلا طيلة سنوات المحنة يعتمدون على نقطتين أساسيتين هما أن السودان لم يرتكب خطأ وأن كل (الحيثيات) التي بني عليها قرار فرض العقوبات هي حيثيات باطلة وأقاويل (اكتتبتها) عقول شريرة كانت ولا تزال تستهدف هذا الوطن وتستهدف بالتحديد ثرواته التي حباها به الله والنقطة الثانية هي أن (الأرزاق بيد الله). وعليه فقد ظل السودان محافظاً على كرامته ومبادئه وعدالة قضيته حتى اقتنع الجانب الأمريكي ممثلاً في الرئيس باراك أوباما بأن ما فعلته بلاده بحق (شعب صديق) كان خطأ يستدعى التصحيح. وليعلم العالم وقد علمت أمريكا واقتنعت أخيراً ان (فرية الارهاب) التي بنيت عليها كل تلك الظلامات والحيف الذي حل بأهل السودان طيلة تلك السنوات العجاف, كل ذلك كان ولا يزال من نفس صنع التآمر والتلفيق بحق شعب يؤمن بدين هو خير الأديان ويتبع نبياً بعثه الله رحمة للعالمين. وعلى كل حال فما وقع بنا طيلة تلك السنوات هو قضاء من قضاء الله و(ابتلاء) منه نقبله ونرجوه سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتنا جميعاً شعباً وأفراداً. لكن المهم الآن هو أن ننظر الى المستقبل وأن نتعلم الدروس والعبر من تلك المحنة. اننا مقبلون على مرحلة هامة ومفصلية من مستقبلنا ولا أقول تاريخنا, لأن التاريخ هو الآن وراءنا بينما المستقبل هو أمامنا. وبعد أن تحقق لنا هذا الاجماع الكبير على (الوثيقة الوطنية) التي أجمع عليها أهل السودان ينبغي أن تكون المرحلة القادمة وأعني بها فترة حكومة (الوفاق الوطني) والتي حددت مهامها بأن تعمل على انزال مخرجات الحوار الوطني الى أرض الواقع واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في العام 2020 واعداد مسودة الدستور الدائم ليتم عرضها على البرلمان المنتخب, هذه الحكومة ينبغي أن تكون حكومة ذات طبيعة خاصة وأعني بذلك أن تكون حكومة (هجين) أي حكومة (تكنوقراط) بملامح حزبية. ما دام عمر هذه الحكومة لا يتعدى العامين فدعونا نتخلص من (دعاوى) الجهوية والقبلية والمناطقية التي ليس فقط قعدت بنا وأضرت بنا بل هو نوع من التفكير عفا عليه الزمن. ولكي ننظر إلى ما يمكن أن يحدثه هذا النوع من السلوك والتفكير , انظروا إلى ما يحدث في دولة جنوب السودان حيث القبائل يفنى بعضها بعضا! بالرغم من أنني (أبريء) شعبي من ذلك المستنقع القبيح, لكن الذكرى تنفع المؤمنين. واذا اتفقنا على هذا المبدأ بكشل عام فإنني أرى أن يتم التركيز في المرحلة القادمة على ليس من يشارك في الحكومة بل كيف يمكن (ادارة) المرحلة القادمة بأكبر المكاسب وبأقل الخسائر. ولكي أقرب المسألة أكثر دعوني أقترح أن تكون بعض الوزارات بعيدة عن الدخول في (مزاد) المحاصصة والمشاركة في حكومة (الوفاق الوطني) المقبلة. وزارتا الدفاع والداخلية هما على رأس هذه القائمة من الوزارات التي يجب (ألا) يتم تغيير وزرائهما لأنهما ببساطة وزارتان تتمتعان بقدر من الحساسية والخصوصية والتغيير فيهما (ان كان لا بد) فيجب ألا يتم في جو كهذا الذي نعيشه الآن. وزارتا الخارجية والمالية هما أيضاً يجب أن يظل وزيريهما في ذات المكاتب التي يشغلانها الآن. ان المرحلة القادمة وهي مرحلة رفع العقوبات تتميز بأننا يجب أن نكون على استعداد للدخول في مفاوضات مضنية لاحياء علاقاتنا مع المؤسسات المالية العالمية والأوروبية وهي مؤسسات كانت لنا معها تعاملات ولدينا عندها حقوق ولنا أموال وأصول ظلت (مجمدة) طيلة السنوات العشرين المنصرمة وهذا الأمر يقتضي أن نكون في حالة (استرخاء) واستقرار حتى يمكن أن نتعامل معه بالشكل الذي ذكرته آنفاً: أكبر المكاسب وأقل الخسائر ثم ان الظروف, أعني ظروف المرحلة القادمة وهي مرحلة رفع العقوبات, هذه قد جعلت من الوزارتين وكأنهما وزارة واحدة, ذلك لأن العقوبات هي شأن (سياسي اقتصادي) مما يقتضي أن تظل كل (الطواقم) في الوزارتين في أماكنهم. ان المفاوضات التي تمت بين السودان وأمريكا جرت ليس على أساس سياسي فقط بل على أساس اقتصادي وفني في غاية التعقيد. انني أرحب بشدة وليست لدي أي تحفظات حول مشاركات أحزاب الحوار الوطني, إذ لولاهم لما وصلنا الى ما وصلنا الى هذه المرحلة من (الوفاق الوطني), لكنني أرى أن (تتوسع) تلك المشاركات في المجالين التشريعي والولائي وأن (تضيق) في الجهاز التنفيذي وأن تعطي الفرصة كاملة (برضا الجميع) وبقدر واسع من الحرية للسيد الرئيس لاختيار الحكومة على هدى ما ذكرته آنفاً بحيث يتمكن من تشكيل حكومة (متجانسة) شكلاً وموضوعاً وذلك حتى تنجز مهامها بالسرعة والوجه المطلوبين. وهذه (نصيحة) للسيد الرئيس وهو المعروف باستماعه للنصح, اذ لولا ذلك لما تمكن من قيادة سفينة البلاد وسط بحور متلاطمة من المشكلات و(المطبات) طيلة هذه السنوات (أطال الله عمر السيد الرئيس) ومتعه بالصحة والعافية وهذه النصيحة لرجل (واع) والواعي ما بوصوهو
عبد الرحمن الزومة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...