بعد رفع العقوبات.. إرهاصات استثمارية

بعد عاصفة الفرح الهستيري الذي خلفتها قرارات الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما برفع العقوبات الاقتصادية عن  السودان، يعكف المسؤولون في الدولة على دراسة ملفات شركات استثمارية كانت تتخوف من فرض العقوبات عليها إذا تعاملت مع السودان.
برزت تصريحات جاذبة للمستثمرين وفتحت البلاد أذرعها لاحتضان من يرغب في الاستثمار.. و يشير وزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار إلى أن السودان سيتحصل على قروض ميسرة بتكلفة أقل، عكس ما كان عليه في السابق، كاشفاً عن  سياسات جديدة تتناسب مع المرحلة القادمة عبر دراسة أجراها البنك المركزي.
وبحسب وزير الاستثمار مدثر عبد الغني  فإن المستثمر في السابق كان لا يستطيع تحويل أمواله إلى السودان بسبب المقاطعة الأمريكية، مبيناً أن هنالك عدداً منهم واجهته العراقيل، إلا أن الإجراءات الأخيرة تمكن المستثمر من إدخال جميع احتياجاته للمشروع ومواده الخام وتقنياته دون عناء في التحويل المالي، وبدون جمارك، كذلك يمكن للمستثمرين شراء عائدات الصادرات بالعملات الحرة دون اللجوء إلى السوق الأسود، وأصبح بإمكان المستثمر الأجنبي أن يسدد من هذه العائدات عبر القروض والتمويل الذي يحصل عليه من الخارج.

وأشار الوزير إلى أن وزارته اتخذت إجراءات داخلية تمكنت من خلالها من حسم مشاكل الأراضي الاستثمارية وما خلفته من معوقات وصراعات تسببت في معاناة وهجرة بعض المستثمرين.
 وكشف عن حصرهم لـ(22) مشكلة تتعلق بالأراضي الاستثمارية وحيازتها، تمت معالجتها وتوصلهم لاتفاق مع ولاة الولايات لتنفيذ سياسة الأرض الاستثمارية الخالية من المعوقات.
وتعد دولتي السعودية والصين من أكثر الدول إستثماراً في السودان، حيث احتلت دولة الصين المرتبة الأولى من حيث ترتيب الدول المستثمرة في السودان، والتي بلغت (67) مشروعاً بحجم ( 17 ) مليار دولار، وزاحمتها المملكة العربية السعودية في عدد المشاريع الاستثمارية القائمة في السودان حيث لديها (395) مشروعاً زراعياً وصناعياً وخدمياً، ومن المتوقع أن تتوسع استثماراتهم في البلاد عقب رفع الحصار .
ورغم بشريات وزارتي المالية والاستثمار عن شركات أجنبية في طريقها للإستثمار في السودان، إلا أن هناك بعض المخاوف التي ربما  تقف عثرة أمام مبتغاها متعلقة بالتعقيدات الاجرائية التي يجب أن تكون ساهلة.
 وشدد الخبير الإقتصادي الزين العوض على ضرورة وجود نافذة واحدة للإجراءات، وأن تتبع لكل المؤسسات حتى يصل المستثمر للإجراءات المطلوبة عبر مكتب واحد، وأن تكون هناك خرطة استثمارية واضحة، بجانب تسهيل كل الصعوبات التي تعترض المستثمرين، وأن تكون المشاريع حقيقية وليست استهلاكية.
وقال الزين لـ (آخر لحظة) لابد من أن يكون المستثمر مستوف للشروط، وأن لايكون وسيطا لمستثمرين آخرين.
وفضل الزين الاستثمار في المعادن لأن عائدها سريع وجزري  في ذات الوقت .
  وزير المالية بدر الدين محمود كشف  عن  أن شركات أمريكية بدأت في توثيق أوراقها لدى سفارة السودان بواشنطن، وتابع إن الخطوة تعني أن الضمانات باتت أكثر والباب مفتوح .
وأكد مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق  د.قطبي المهدي وصول شركة (شيفرون) الأمريكية النفطية الى السودان، قبيل سريان قرار رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
 وكشف بدر الدين عن التزام الحكومة الصينية بإكمال مطار الخرطوم الجديد، بجانب التزامها بزيادة انتاج الغاز والبترول ليصل لـ(130) ألف برميل في اليوم، فيما أعلن مساعد رئيس الجمهورية  إبراهيم محمود عن تكوين لجان أوكلت إليها مهمة الاستفادة من الأجواء الآنية على المستوى السياسي والاقتصادي في جلب رؤوس الأموال والشركات ورجال الأعمال.

جاد الرب عبيد