الثلاثاء، 17 يناير 2017

العقوبات الأمريكية.. الوطني في انتظار «البُشريات»




الجمعة الماضية كانت نقطة تحول في تاريخ السودان بعد قرار الإدارة الأمريكية التي قررت رفع العقوبات الاقتصادية جزئياً عن السودان، القرار وجد ترحيباً واسعاً خارجياً وداخلياً  من كافة القطاعات وفئات المجتمع السوداني، إذ أنه يمهد لواقع جديد للبلاد وهي تستشرف مرحلة جديدة عقب الحوار الوطني .. مجموعة من قيادات المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وحزب الأمة ومنبر السلام العادل اجتمعت في منبر وكالة السودان للحديث حول ذات الموضوع من جانب تأثيره على التماسك الداخلي والانفتاح على الخارج، على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة وسخونة الجو داخل قاعة سونا في نهار شتائي

أجمع المتحدثون في المنبر على أن الهدف المباشر من فرض العقوبات السودانية كان التضييق على الشعب السوداني حتى يخرج في ثورة الجياع لاقتلاع نظام الإنقاذ،  وأكدوا على أنه فوت الفرصة على المتربصين على ماكانوا يأملون به، وقدموا له التحية على صبره وصموده على المعاناة في المعيشة، وأكد الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حامد ممتاز أن قرار رفع العقوبات لايمثل فرحة عابرة وهو شهادة براءة لسلوك الشعب السوداني من الجريمة، وقال إن الشعب السوداني فوت الفرصة على المتربصين وأصحاب المشاريع الذين يناهضون القرار، فيما قال أمين التعبئة السياسة بالوطني إن معاش الناس هو القضية الأساسية والمفصلية التي جعل القيادة السياسية تتحرك وتبذل الجهود لرفع العقوبات .
قيادات المؤتمر الوطني جلست في منصة الدفاع عن سياسة الحزب طوال الفترة الماضية، وأكدت على أن القرار الأمريكي لم ولن يؤثر في موقفه الثابت ولامشروعه الحضاري،  وشددوا على أن المؤتمر الوطني في أقوى حالاته، وقطع ممتاز بأن الحكومة لن تتراجع عما كانت عليه في السابق، وقال إن ماتم من صميم قناعتنا وأن الحل السياسي يكمن فيما قدمه الوطني لتحقيق الأهداف الكلية للاستقرار السياسي .
 الوطني شن هجوماً عنيفاً على المعارضة وموقفها السالب من قرار رفع العقوبات، وأشار إلى أن االشروط التي طرحتها الحكومة الأمريكية  هي ذات القضايا التي تبنتها الحكومة السودانية،  وأكد حامد ممتاز أن قرار الحكومة بإعلان وقف إطلاق النار أبدت حسن النية في التعامل مع الطرف الآخر، نافياً بأن تكون الخطوة خنوعاً منها أو استجابة لشروط الادارة الامريكية، وجدد الدعوة للحركات المسلحة وأحزاب المعارضة للتوقيع على وقف إطلاق النار، وقال ندعو الطرف الذي مازال يتمترس حول الأوهام والأحلام بتراجع الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب عن قرار باراك  أوباما،  ووصف ماتروج له المعارضة بأن فترة الستة أشهر امتحان  للحكومة بالتشويش المقصود، مدافعاً عن موقف الحكومة بدعم االمعارضة الجنوبية، وقال لدينا الحجة في ذلك وغلبنا مصلحة الشعب السوداني  وأردف أن الحرب انتهت بإصرار وعزيمة الشعب السوداني، ومن أراد غير ذلك سيدفع الثمن باهظاً  وقال: (ناس ياسر عرمان ماعندهم طريقة غير يجوا وحايجوا) أما أمين التعبئة السياسية عمار باشري قطع بأن المعارضة في أضعف حالاتها من المحيط الإقليمي، ونفضت يدها  وعزلت نفسها من قواعدها،  ووصف الاتفاقية التي وقعت عليها الحركة الشعبية مع الحزب الشيوعي  لوحدة المعارضة بأنه (اتلموا التعيس وخايب الرجا)  وشدد على أن المؤتمر الوطني باقي بذات مشروعه ولن يتغير،   وقال نحن قاعدين وصامدين  وماغيرنا مبادئنا  وتابع باشري حديثه بان حزبه لن ينتهز الفرصة للمزيد من التضييق أو المماحكة ونرغب في سلام شامل  داعياً المعارضة لإعادة النظر في موقفها وتغيير أجندتها كما وجه الدعوة لرئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي لترتيب أوراقه والانضمام للحوار الوطني .
القيادي بالمؤتمر الشعبي د. بشير آدم رحمة أكد أن حزبه ليس ببعيد عما ماتم، لافتاً إلى أنه أجرى عدداً من اللقاءات مع المبعوثين الأمريكيين، وتناقشوا معهم حول العقوبات، مؤكدين لهم أن المتضرر الأول منها هو الشعب السوداني وليست الحكومة، وكشف أن الخطوة تمت بناء على تعاون السودان في خمسة مسارات كانت طرحتها الإدارة الأمريكية،  وجرى فيها نقاش طوال الستة أشهر الماضية من بينها إنهاء العمليات العسكرية وايصال المساعدات الانسانية والدور السالب في جنوب السودان والقضاء على جيش الرب.. وأكد رحمة أن المطلوب من السودان في المرحلة القادمة أن يعمل على المصالحة الداخلية والضغط على الحركات المسلحة داعياً الحكومة للموافقة على عقد اللقاء التحضيري وعدم الاستجابة للاستفزازات التي توقع أن تقوم بها الحركات المسلحة التي دعت له المعارضة،  وكما طالب  السلطات الأمنية  بوقف الاعتقالات السياسية وعدم مصادرة الصحف .
ثناء عابدين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...