الاثنين، 21 ديسمبر 2015

الفساد يثبت نفسه




أعلن السيد الرئيس قبل أيام بعدم الخوض فى الحديث عن الفساد بدون أدله وبراهين يمتلكها الشخص الذى يكشف الفساد او الشاكى التى تثبت تورط المفسد . وأن الدولة هى الجهة التى يحق لها التصريح أو الإعلام بذلك . نعم قد نهانا الله سبحان وتعالى عن الغيبة والنميمة والبهتان والتحدث فى أعراض الناس من غير حق . لكن الذى يتحدث عنه الكثيرون يخص المال العام وهو مال الشعب . وليس فى ذلك غيبة ونميمة وبهتان لانه منفعه عامة (حسب علمى القليل) وما يقال منشور فى الصحف ومواقع التواصل والمجالس التى يطلع عليها الكثيرون وليس شىء مخفى وعلى الشخص المعنى إثبات براءته .
الفساد لا يحتاج للإثبات فى زمننا هذا إذا فتحت ماسورة الماء تجدها قاطعة وأنت تدفع رسوم الماء باستمرار أليس هذا فساد ! إذا ضغط على مفتاح الكهرباء تجدها مقطوعة وأنت دافع تكلفتها مقدما ، إأليس هذا فساد ! إذا ذهبت للإنهاء خدمة فى بعض الجهات الحكومية تجد الموظفين لم يحضروا فى الوقت المحدد أو بعضهم غائب ويمسك بزمام الإمور او يتعللون ببعض الأسباب التى ليس لها أهمية فى تأخير إنجاز تلك المعاملة او يطلب منك دفع مبلغ إضافى للإنهاء معاملتك ، أليس هذا فساد ! إذا نظرت الى الطرق تجدها محفرة والأوساخ تغطى جوانبها أليس هذا فساد ! إذا جارك الذى يسكن بالإجار وتحصل على وظيفة مرموقة فى الدولة وبعد سنه أو أثنان يمتلك منزل فى أفخم الأحياء أليس هذا فساد ! إذا نظرت الى أحياء الدرجة الأولى وممتازة والأحياء التى بفصلها عنها شارع تجد إختلاف السكن والساكنين من ناحية المبانى و المناصب والوظائف ، أليس هذا فساد ! إذا شاهدت صفوف البنزين والغاز والرغيف رغم التعرفة الكبيرة والضرائب والرسوم أليس هذا فساد ! إذا لم تجد دواء أو سرير بالمستشفى لمريضك حتى لو تدفع أكثر من التكلفه أليس هذا فساد ! إذا شاهدت الأراضى الزراعية والمياة النهرية والنيلية تتدفق والمصانع مشيدة وليس هناك إنتاج ، أليس هذا فساد ! إذا وجدت ذليل القوم اصبح عزيزهم ويأمر وينهى ويظلم لانه أصبح عضو فاعل فى منظمة كذا او حزب كذا او وزارة كذا أليس هذا فساد ! إذا شاهدت القانون يطبق على الضعيف ويعفى صاحب النفوذ ، أليس هذا فساد ! . أتريد بعد ذلك إثبات الفساد ؟؟
صور كثيرة من ذلك حتى تفشى الفساد وأصبح يُثبت ويكشف نفسه كل ساعة لكنه يحتاج الى من يحاسب ويحكم ويعدل . إن البلد التى تكثر أحزابها وحركاتها المتمردة وتنخفض عملتها وينهار إقتصادها يكثر فسادها . لماذا أكثر من حزب فى دولة واحدة ؟ الأحزاب فى الدول المتقدمة والعادلة لا تزيد عن أثنان أو ثلاثة لان هدفها الوطن ومصلحة الوطن وليس هدفها المصالح الشخصية ولا القبلية وكثرة الاحزاب دليل على عدم هدف ووطنية . إذا كانت تلك الأحزاب يهمها الوطن للإتحدت مع بعضها لقضايا الوطن وتوجيه الحكومة ومحاسبتها بدل الإجتماعات والترضيات المنفردة وكذلك الحركات المسلحة ليس عندها هدف تقاتل من أجله لانها تشرد وتقتل المواطن الآمن وتدمر الإقتصاد وتنشر الرعب هل هذا تحرير الوطن أم هذه طريقة المطالبة بحقوق المواطن المهضومة ؟ أم تغير الحكومة ؟ . الى متى نعقد المؤتمرات وننادى بالعفو ؟ متى نتعلم الشورى والديمقراطية الإسلامية ونحكم بالعدل حتى لا نشاهد معارضة سياسية او عسكرية ولا نحتاج للإثبات الفساد .
من محاربة الفساد حل جميع الأحزاب والمنظمات السياسية والسماح لحزبين ومنظمتين فقط ويبنى دستورها على قضايا الوطن والمواطن والحكم والعدل والإعلام . ومن محاربة الفساد محاسبة كل وزير فى مجال وزارته إذا هناك نقص أو إخفاق . ومن محاربة الفساد سؤال كل من ظهر عليه الثراء فى وقت وجيز ويعلم بإمكانياته وعمله قبل وبعد الوظيفة أو المنصب الجديد . ومن محاربة الفساد تسديد جميع الرسوم والضرائب والزكاة والغرامات والمخالفات عن طريق البنوك . ومن محاربة الفساد ربط جميع الخدمات بالحاسب الآلى لمحاربة الرشوة والواسطة . ومن محاربة الفساد تساوى الجميع فى كل الخدمات من غير حزبية او منصب أو جهة يتبع لها .
عمر الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...