الاثنين، 6 فبراير 2017

ستيت جديد وشديد



في نهاية الاسبوع الماضي دشن السيد رئيس الجمهورية اول توربينة كهرباء صادرة من مجمع نهري اعالي عطبرة وستيت بطاقة 80 ميقاواط ويفترض  ان ينتج هذا المجمع 320 ميغاواط من بحيرة مساحتها 300 كيلو متر مربع وهذا الخزان الجديد سوف ينقذ مشروع حلفا الزراعي المترنح الذي اصابه العطش منذ زمن وفي نفس الوقت سوف يزيد الكهرباء الخارجة من خزان خشم القربة ، ثم تلك الخارجة من سد مروي ، بعبارة اخرى الماء المجمعة بعد ان تعطينا حصة الكهرباء المتوقعة منها في الخزان الجديد تتجه الى خزان خشم القربة وتعطينا منه كهرباء اضافية وتروى الارض العطشى ثم بعد ذلك تتجه النيل الكبير لتزيد حصيلة المياه في سد مروي { شفتوا الموية الممرحلة دي كيف ؟ كرة برازيلية في ايام مجدها } والاهم من كل هذا ان السد الجديد سوف يروي مساحة مليون فدان ري تكميلي مستدام لان معدل الامطار في تلك المنطقة متفاوت من فوق المتوسط الي ما دونه .
هذا السد يطرح قضيتين مهمتين : الاولي متعلقة بالسدود وهي ان هناك عدة سدود مخطط لها ان تنشا على مجرى النيل ولكنها قوبلا برفض من الاهالي او على الاقل الصوت الرافض هو الطاغي الان بينما سد اعالي نهر عطبرة وستيت المشار اليه اعلاه لم يقابل برفض حتى ولو حدث كان رفضا محدودا وتمت تسويته باقل تكلفة بدليل اننا لم نسمع به فلماذا قبل هذا السد ولماذا رفض غيره ؟ شخصيا لا املك اجابة لهذا السؤال ولكن اعتقد ان الاجابة عليه سوف تكون مدخلا جيدا لمناقشة حكاية السدود .
الكل يعلم ان بلادنا مستقبلها في الزراعة ولا زراعة مضمونة الا بالري الاصطناعي ولا ري اصطناعي الا بالسدود والمعلوم ان السدود سوف تغمر المنطقة التي تقام فيها وتشرد اهلها ولكن الناس يوازنون بين الضرر الواقع والمنفعة المتوقعة ثم يتخذون القرار .
المتضررون من قيام أي سد يجب ان يكونوا اول المستفيدين منه ، بعبارة اخرى لا يجبر ضررهم فحسب بل ينالوا الفائدة الاولي والاكبر من السد لانهم هم الذين دفعوا الثمن ماديا ونفسيا ووجدانيا { انا شخصيا اتمني من كل قلبي الا تكتشف أي بئر بترول في اللعوتة حتى ولو كان انتاجها اليومي مليون برميل الا بعد وفاتي بزمن خوفا على رفاتي ، لكن قل هب انها اكتشفت ؟ } .
القضية التانية التي يطرحها السد الجديد وهي المليون فدان التي سوف تزرع فحتي الان لم نتاكد بالضبط من هو الممول لها هل السعودية ام غيرها ام ان هناك فرصة لراس المال الوطني ؟ في كل الاحوال الممول ستكون حقوقه محفوظة لكن حقوق الاهالي يجب ان تحفظ هي الاخرى فطالما ان الامر زراعة يجب ان تكون شراكة مباشرة كما هو الحال في مشروع حلفا الزراعي والجنيد فيما يتعلق بالسكر .
كل الذي نتمناه الا تكون علاقات الانتاج مثل شركة سكر كنانة التي اعتمدت على العمل الماجور رغم نجاح كنانة مقارنة ببقية الاستثمارات .
اذن يا جماعة الخير كلمة السر في انشاء السدود عامة وفي السد الجديد خاصة هي الاهالي ثم الاهالي وهذا بالطبع لا يتعارض مع المصلحة القومية فالعلاقة بين المصلحة العامة والخاصة في هذه الحالات علاقة طردية فكلما زادت مصلحة الاهالي زادت المصلحة القومية بمعدلات اكبر { انا قادي رياضيات ، لكن اظن قصدي واضح اكان المثل ما ضبط } .
د.عبداللطيف البوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...