الأحد، 12 يونيو 2016

لماذا لم يدفع الرئيس البشير ثمن الإتهامات الموجهة ضده ؟



نشرت صحيفة " واشنطن بوست " مقالا بتاريخ 26 مايو عن السودان ، تناولت فيه زيارة الرئيس البشير الى دول اعضاء في محكمة الجنايات الدولية ، خاصة زيارته الاخيرة الى يوغندا ومهاجمة الرئيس موسفيني للمحكمة ، واشار المقال الى التعاون بين السودان والاتحاد الاوربي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ، وايضاً تناول المقال عزم الرئيس البشير السفر الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .
اشارت الصحيفة الى ان المحكمة الجنائية الدولية قد اتهمت الرئيس البشير بكل الجرائم المتوفرة تحت ولايتها وهي – جرائم الحرب – والجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية ، وقالت كان من المفترض ان تجعل مثل هذه الاتهامات الرئيس السوداني مهمش وعرضة للإعتقال ، ولكن بدلاً من ذلك ، فإن الرئيس البشير اصبح حراً يجوب العالم ويجلس مع رؤساء الدول والحكومات ، وقد زار الرئيس البشير جنوب افريقيا العام الماضي على الرغم من انها من المؤيدين البارزين للمحكمة الجنائية الدولية ، واضافت ان الرئيس البشير استطاع إقامة علاقة جيدة ومتينة مع السعودية ، واصبح السودان من ابرز دول التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن .
كما سافر البشير مؤخرا الى يوغندا من اجل حضور مراسم تنصيب الرئيس اليوغندي موسفيني بولاية رئاسية جديدة ، وفي مراسم التنصيب شن الرئيس اليوغندي هجوماً على المحكمة الجنائية مما ادى لخروج ممثلي امريكا ، كندا والاتحاد الاوربي من مراسم التنصيب كرد فعل على كلمة موسفيني وحضور الرئيس البشير .
واوضحت الصحيفة ان المعلومات الاخيرة تشير الى ان الاتحاد الاوربي يخطط للدخول في شراكة مع الرئيس البشير لوقف تدفق المهاجرين من شمال افريقيا الى اوربا ، وقالت ان آخر المفاجأت هو تقديم الرئيس البشير طلب للحصول على تاشيرة دخول لأمريكا لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لهذا العام .
قالت الصحيفة ان زيارة البشير ليوغندا اثارت جدلاً واسعاً حول العالم ، حيث ذكر المتحدث بإسم الخارجية الامريكية ، ان الرئيس موسفيني قد سخر من ضحايا الابادة الجماعية ، وأوضح بعض النقاد ان سفر الرئيس البشير  الى يوغندا التي هى عضو في المحكمة الجنائية يوضح ضعف المحكمة ، وقالت الصحيفة ، على الرغم من ان سفر الرئيس البشير يعتبر تحدياً للمحكمة الا انه يجب النظر اليه من منظور تحسن العلاقات السودانية اليوغندية بعد العداء السافر في العقدين الماضيين ، حيث كانت هناك حرب وكالة بين الدولتين ، ولكن في الفترة الاخيرة تحسنت العلاقات بعد الزيارة الشهيرة التي قام بها موسفيني للخرطوم في محاولة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين ، واضافت الصحيفة ان موقف موسفيني من المحكمة الجنائية ليس جديداً ولم يكن من المفاجئ ان يقوم موسفيني بإهانة المحكمة الدولية وممثلي الدول الغربية ، وبالمقابل كان يمتدح الرئيس البشير  .
اكدت الصحيفة ان الاتحاد الاوربي والحكومة السودانية يعملان على وقف تدفق الهجرة غير الشرعية من افريقيا الى اوربا ، واشارت الى  ان مجلة " دير شبيجل " الالمانية كشقت ان الاتحاد الاوربي لديه شراكة مع الرئيس البشير تهدف لوقف الهجرة من شمال افريقيا الى اوربا ، وان اوربا سترسل معدات مثل الكاميرات والماسحات الضوئية وخوادم تسجيل اللاجئين الى السودان ، اضافة الى المساعدة في تدريب الشرطة السودانية على حراسة الحدود والمساعدة في بناء معسكرات ليتم إحتجاز المهاجرين فيها ، وقالت ان فكرة قيام مخيمات في السودان تقود مباشرة للأعمال الوحشية التي قامت بها الحكومة السودانية في معسكرات النازحين في دارفور ، وهذه الاعمال وصفها البعض بأنها ترقى لان تكون إبادة جماعية .
في الختام ذكر الصحيفة ، انه ليس من مصلحة المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس البشير ، بسبب انها لا تملك الآلية المناسبة لمواجهته بالرغم من سفره لعدة دول حراً حتى لدول موقعة على المحكمة ، وان الدبلوماسية العالمية الحالية في مصلحة الرئيس البشير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...