الخميس، 26 مايو 2016

حلايب وشلاتين في جامعة المغتربين..




المنتدى القومي للفكر والتنمية بجامعة المغتربين، يقدم تجربة فريدة غداً الأربعاء الساعة الثانية والنصف ظهراً. فالموضوع المتناقل هذه الأيام بحرارة أكثر من المعتاد، هو موضوع «حلايب وشلاتين». تلك الشوكة المغروسة في حلق العلاقات بين القطرين الشقيقين. لقد ظلت تلك الشوكة منذ عام 1958م تطل برأسها عند كل منعطف في العلاقات بين البلدين. ومما فاقم الأمر دخول عناصر جديدة لم تكن في الحسبان، كدخول الكاتبة الكويتية في الموضوع مما أثار حفيظة السودانيين في أمر خاص بهم وهم يعدونه من الخطوط الحمراء التي لا يجوز تجاوزها أو الاقتراب منها. المنتدى سيناقش في ورقة بعنوان (مهارات التفاوض ودبلوماسية الإقناع في فض النزاعات)، والتي يقدمها الأستاذ جلال الدين فضل محمد نور المدرب المعتمد من مركز «ديبنو» لتعليم التفكير بعمان بالأردن، سيناقش الطرائق المثلى للتفاوض والدبلوماسية التي ينبغي أن تُتبع في مثل هذه القضايا الدولية الشائكة. ومقدم الورقة يلجأ لإسقاط برنامج (الكورت) للتفكير على الدفوع التي يعتمد عليها كل من الجانب السوداني والجانب المصري في إثبات أحقيته لمنطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها. ففي سلوكيات وإستراتيجيات التفاوض، نجد أن الورقة ستتعرض لتعريف مفهوم التفاوض وأنواعه الرئيسة والسمات التي تتسم بها عملية التفاوض والأسس التي تقوم عليها ثقافة التفاوض. ويعقِّب على الورقة الأستاذ المدرب الصديق أحمد الصديق. وبما أن الموضوع يتعرض للمشكلة منذ العام 1958 عندما أرسلت الحكومة المصرية مذكرة احتجاج إلى الحكومة السودانية في ما يتعلق بالانتخابات السودانية، سيناقش مقدم الورقة أسباب النزاع وحجج وأسانيد طرفي النزاع استناداً على المعلومات الواردة بدراسة الباحث أيمن سلامة التي نشرها معهد العربية للدراسات في أبريل 2013 م وكتاب (إدارة الأزمات.. مثلث حلايب) للدكتور نصر الدين ميرغني لقمان الطبعة الأولى 2015م بالإضافة إلى بعض التسجيلات للقنوات الفضائية وكيف أدارت وسائط الإعلام ذلك الصراع. لقد مرت على السودان أزمات ومفاوضات قبل الاستقلال وبعد الاستقلال ثم مفاوضات المائدة المستديرة 1965م ومفاوضات اتفاقية أديس أبابا 1972م ومفاوضات أبوجا الأولى وأبوجا الثانية 1991 1992 وسلسلة من مفاوضات مشاكوس ونيفاشا التي انتهت باتفاقية السلام وانفصال الجنوب عام 2011م وما يسمى بمفاوضات المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان.. ولكن غابت عنا منهجية التفاوض التي تبنى على أسس علمية. وبما أن الأستاذ مقدم الورقة هو مدرب معتمد في هذا المجال فإننا نتوقع أن يوضح لنا كيفية إدارة التفاوض على الأسس العلمية السليمة التي تضعنا في المسار الصحيح لإثبات حقوقنا. لقد أضرت بنا منهجية التفاوض في مسألة نيفاشا مثلاً عندما فرض علينا الجانب الآخر منهجية تقول (ما عندي هو ملكي وما عندك قابل للتفاوض). Mine is mine, yours is negotiable إذ اعتبر المفاوضون من الجانب الآخر أن الجنوب هو ملكهم وما عندنا من جبال النوبة وأبيي والنيل الأزرق قابل للتفاوض، فأصبحوا يفاوضوننا على ما عندنا بعد أن أثبتوا حقهم في المشاركة في حكم الشمال في الفترة الانتقالية. وذلك يصبح في حكم القبول الإذعاني الذي نعاني منه الآن. آليات التفاوض كما أشار هنري كيسنجر وزير خارجية ريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الاسبق يجب أن تبنى على طاولة بنج بونج ولذلك عندما بعث بفريق كرة المضرب الأمريكي إلى الصين عام 1972 أطلق عليها اسم Ping Pong Diplomacy لأن لعبة البنج بونج هي عبارة عن حوار. (خد وهات). وانتهت باعتراف أمريكا بالصين وقبول الصين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن عام 1972 وبالتالي انتهاء الحرب الأمريكية الفيتنامية
د. محمد عبد الله الريح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...