الأحد، 13 نوفمبر 2016

فوز ترامب الربيع الأمريكي




لأول مرة تنج الانتخابات الأمريكية (فائزاً) أثار الجدل قبل ، وأثناء . وبعد ، مراحل تلك  الانتخابات ، من خلال الرؤى المطروحة مقابل المشكلات الأساسية التي تهم الناخب الأمريكي ، والتي يتبارى المرشحان عن الحزبين الكبيرين (الجمهورية ، والديموقراطي  ) في إعادة قراءتها اي (المشكلات ) بما يتفق مع المتغيرات المحلية والعالمية ، وقد تطغى الرتابة والملل على كل مراحلة من تلك المراحل ، من فرط تكرار المشاهد ، وربما الوعود  بذات العبارات . غير ان هذه المرة جاءت (مختلفة تماماً) من خلال صعود نجو رجل الأعمال (دونالد ترامب ) وهو القادم من خارج المؤسسة السياسية الأمريكية  القابضة (اللوبيات ، والشركات الكبري والصناعات الحربية والثقيلة ، وجماعات الضغط ، والإعلام ، والبنوك ) ، واختراقه عميقاً التصفيات الداخلية في ترشيحات الحزب الديموقراطي (هيلارى كلينتون ) . الموضوعات التي طرحها (ترمب ) ولغة المخاطبة ، والصراحة  الزائدة لدرجة ( الوقاحة ) التي بلغت لغة التهديد ، لفت إليه الأنظار ، وأثارت النكهات ، وحركت المخاوف ، لأنه بداية توعّد الشركات الكبرى بمعاجة اقتصادية (ضرائب ) تجبرها على إعادة التصنيع داخل أمريكا بدلاً عن الدول التي تسربت اليها بسبب قلة الضرائب ، وتكلفة الانتاج ، مما سيزيد فرص  الوظائف للناخب الأمريكي .
ترامب خاطب ( البعد العنصري الكامن في ذوي الأصول البيضاء ) وهو يُعرض بالمهاجرين من المكسيك ، والأفارقة ، والآسيويين ، بأنهم سَببفي ازدياد معدلات الجريمة ، وتنغيص حياة الشعب الأمريكي ، ومشاركته الوظائف (بأجر أقل وحتى بدون تأمين ) وركز على المخاوف من تسرب (الإرهاب الإسلامي في تصورات المجتمع الأمريكي ) واستيطانه في أمريكا .
 وامتنّ حتى على الحلفاء الأوربيين ، باعتبار أمريكا  الركيزة الأساسية  للحلف العسكري ( الناتو ) الذي يقوم على حراسة أمن أوربا من التهديد الروسي ، وقال أنه سيعيد النظر في هذا الالتزام وفق  شروطه
 كما أعاد (ترامب ) فتح ملفات  الحروب التي  قادتها أمريكا لحماية (العرب ) ضد   العراق ، والتهديدات الإيرانية ، وضرورة سداد تلك الفواتير من (الكيس العربي ) ، ولا حماية مجانا (مع العلم أن أمريكا أخذت القيمة مقدما)  ، كما كسر ترامب حاجز التردد الأمريكي في (نقل السفارة  الأمريكية إلى القدس ) وحسم هذا الموقف المكشوف لصالح إسرائيل .
في المقابل كان الطرف  الآخر    (هيلاري كلينتون ) تردد القضايا التقليدية ن  مشكلة المناخ  ، وثقب الأوزون ، والاستمرار في اسكمال خطوات أوباما (الفاشلة ) وغيرها من المعتاد في الدعاية الانتخابية  بالعودة إلى المؤسسة السياسية الأمريكية  ، وهي صاحبة ( السهم الأوفر ) في تقديم مرشح ، وتأخير آخر ، ولديها من الأدوات ما تنفذ به إرادتها ، وفي مقدمتها (الإعلام) الذي اجتهد في تصوير الرجل (مُهرجاً) ومعتوهاً ، ومتحرشاً ، ومتهرباً من الضرائب ، وقطعت استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز البحوث والدراسات ، بأن ترامب (ساقط ، لا محالة )  وهي تقول في سرها  مادام لم يلتزم الأب مع المؤسسة ، وقبول الانقياد ، وعدم الخروج من النص (الاقتصادي خاصة ) ، وأن نسبة فوز ( هيلاري كلينتون ) تصل إلى 90% ، أي تأكيد فوزها تماماً قبيل بدء الاقتراع ، ولكن مخرجات الصناديق   كانت (مفاجأة ) رفعت الأيداي إلى افواه بالدهشة ، أو قل (الصدمة)
نعم ... قد سقط الإعلام  ألأمريكي ، وأكد بسقوطه ( ألاحرية إعلامية في هذه الدنيا أبداً ) ووإنما توظيف ، وتوجية الإعلام لمصلحة (كيان ما ) ، لخدمة (هدف ما )
وطاحت قراءات مراكز البحوث والدراسات . وكذبت استطلاعات الرأي ، وانحسر الستار عن (أكبر خدعة )  ظلت تمارسها أمريكا على العالم  بأنها الديمقرقراطية ( الحرة غير المقيدة ، وغير المواجهة ).
إن فوز (ترامب ) هو مباشرة الشعب الأمريكي حقه الانتخابي لأول مرة بعيدأً عن المؤسسة القابضة ، بكل جبروتها ، وأدواتها العتيقة ، وهو مايشبه عندنا ( الربيع العربي ) حيث فأجات الشعوب  الحكام  الطغاة ،ومؤسسات الأمن ، والشرطة ، والسياسية ، والسفارات ن والمخابرات ، فاجأتهم بالخروج والعصيان  ، وإكراه  الحكام عل المغادرة فوراً . وكذلك فعل الشعب الأمريكي من تأثير ( المؤسسة القابضة )  ، وأعطى صوته لمن يحمل معول تحطيم هذه الآلهة ( على  الأقل في برنامجه الانتخابي ) الذي سيكون مجبراً أخلاقياً  ، وسياسيا ً في إنقاذه بأكبر نسبة ممكنة .
إن مرحلة (ترامب ) قد تحدث ولابد أنه ستفعل ذلك ستفعل ذلك ، أثراً كبيراً على مستوى الداخل الأمريكي ، وبالطبع  على مستوى العالم ، بوصف أمريكا الدولة لأوى تأثيراً ، وسيصيب عالمنا منها بعض الشرر بلا شك ، ولكن علينا أن نكون مريدين بأنفسنا ، ونطور قدراتنا على التعايش في هذا العالم ( الغابة ) .
إن فوز (ترامب )  هو ( الربيع الأمريكي ) الذي بدأ واضحاً في انقسام المجتمع ، والتظاهرات ، وإبداء رغبة في الانفصال ( ولاية  كالفورنيا ) وتحفز الشريك الأروبي  ، وهواجس العرب والمسلمين ، كل ذلك انتظار الزلزال ( الربيع الأمريكي ).
اللواء ركن (م) يونس محمود محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...