الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

صيدليات البيع المخفض .. محاولات خفض حمى الاسعار



في خطوة مفاجئة اعلنت الادارة العامة للامدادات الطبية عن ترتيبات لافتتاح {70} صيدلية بمختلف الولايات ، لبيع الدواء باسعار مخفضة ، لجهة تخفيف العبء علي المواطن ، الامر الذي وجد استهجانا من عدة جهات ، بينما وصف مختصون الخطوة بانها محاولة لممارسة التضليل ، ويبدو ان مساعي الامدادات بشان الصيدليات المختصة لم ترق لجمعية حماية المستهلك ، واعتبرتها مخالفة لنظامها الاساسي ، والمادة 32 من قانون الادوية والسموم الخاص بتوفير الادوية ، وحكم اخرون على فشل التجربة كسابقتها المعنية بالصيدليات الشعبية ، واسواق البيع المخفض ، خاصة وان الدواء سلعة اجبارية وليست اختيارية .
غير قانوني
الامين العام لجمعية حماية المستهلك د. ياسر ميرغني قال ان حديث القائمين على امر الامدادات الطبية غير اخلاقي ، ولا يمت للمهنية بصلة  ، باعتبار ان المشكلة لم تكن بمنافذ البيع بل في اسعار الادوية ، حيث توجد {2015} صيدلية بولاية الخرطوم ، وعلى الامدادات الا تتجاوز نظامها الاساسي الذي يلزمها بتوفير ادوية الطوارئ والعلاج المجاني ، بجانب الادوية المنقذة للحياة ، وان تتركها للقطاع الخاص مع وضع ختمها عليها ، واشار ميرغني الي مخالفة الامدادات للمادة 32 من قانون الادوية والسموم التي تنص على كتابة ديباجة علي الادوية التي توفرها الحكومة ، وعقوبتها السجن او الغرامة او العقوبتين معا ، ويواصل ياسر حديثه قائلا على الامدادات احترام عقول المستهلكين والتحدث بلغة الارقام لا السياسة ، وان تلتفت لتطبيق قانونها فقط ، مطالبا بمراجعة القرار .
تجارب فاشلة
بينما يرى رئيس اتحاد الصيادلة د. صلاح ابراهيم ان الامدادات ليست الجهة المعنية بفتح الصيدليات ، فهناك لوائح واجراءات للتصديق وغيرها ، والمعلوم ان المشكلة ليست بالدواء بل الشركات التي تمد الصيدليات ، فهي لا تستطيع شرائ الدواء في ظل تحرير سعره ، واضاف صلاح الحل يكمن في تحمل الدولة مسؤوليتها تجاه الادوية ، منوها الي ان فاتورة الدواء تبلغ 490 الف دولار في العام ، بالنسبة للمستوردين والمصنعين والامدادات ، ووصف رئيس الاتحاد : الحديث عن فتح صيدليات بجميع انحاء البلاد بمساحيث التجميل لتخفيف حدة الصدمة على المرضى ، وشهدنا في السابق تجربة فاشلة متمثلة في الصدليات الشعبية ، والتفكير في افتتاح صيدليات غير مجدي لتكلفتها العالية ، ودعا الدولة للعدول عن قرارها .
قرار مضلل
رئيس شعبة الصيادلة نصر مرقص اكد على عدم احقية الامدادات الطبية في المتاجرة بالدواء ، وفقا للقانون ، باعتبار ان مهامها تندرج في مد المستشفيات والصيدليات بالدواء ، وتوفير المخزون الاستراتيجي منها ، ووصف القرار بالمضلل وغير اللائق ، اذ انه يدعو للفتنة بين الصيدليات والمواطن لعدم تمييزه بين الخاص والعام ، وطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع الخاص .
سياسات خاطئة
ويضيف الخبير الاقتصادي عبدالله الرمادي ان ما يحدث افرازات السياسات خاطئة ، وحذرنا مسبقا من الدخول فيها ،  ولكن كان هناك اصرار غير مسبوق ، خاصة تقويم العملة المحلية ، ويعني ذلك تخفيضة بمفهوم الاقتصاد ، وبالطبع اثره كان واضحا ومترادفا في زيادة اسعار جميع السلع ، فزيادة الدواء غير محتملة ولم تاخذ الرافة الجهات المعنية ، فاثروا ان تتوالي الضربات على الشرائح الضعيفة ، فزاد سعر الصرف الجديد للادوية بنسبة 200 في المية و 300 في المية في بعضها ، ووصف الرمادي الاجراءات بغير الموفقة ، وفي السابق كانت الامدادات الجهة الوحيدة التي تستورد الدواء راسا ، ولها اعتمادات وتوكيلات من كبرى الشركات ، ولكن المفهوم الخاطئ للخصخصة وتحرير الاقتصاد ، خرجت الدولة وتم اقصاء شركات المؤسسات الحكومية ، واضف ذلك من دورها ، وتحولت التوكيلات لشركات اخرى ، واذا مضت السلطات في طريق فتح الصيدليات من الاجدي لها الاتفاق مع صيدليات قائمة ، ، والـ{70} عددا قليل جدا ، بحجم العاصمة ناهيك عن الولايات ، وبالتالي عليهم الاسراع في فتح اخريات ، وكما يقال اول الغيث قطرة ، حتي يتم التخفيف عن المرضى الضعفاء ، ولكن الاجدر من ذلك التراجع عن القرار وتحديد الدولار بالسعر القديم .
اسعار مخفضة
مدير المكتب التنفيذي للامدادات الطبية د. شيخ الدين عبدالباقي قطع بعدم التدخل بصلاحيات جهة ، فالامدادات توفر الادوية والمستهلكات والاجهزة للقطاع الحكومي بالبلاد ، وقال لـ{ اخر لحظة } ان الخدمة تقدم عبر صيدليات المستشفيات والمراكز التابعة لوزارة الصحة بالولايات ، ليتم منح المرضى الدواء مجانا في حالة الطوارئ ، وهي {24} ساعة ، وبسعر مخفض للحالات الباردة ، كما حرصنا على تثبيت سعر الانسولين وبعض الادوية ، والحديث يعود للشيخ ، وقبل الاجراءات الاخيرة وفرنا الدواء بخصم 45في المية ، وبالطبع نطح لتقديم الافضل من اجل المرضى .
معاوية عبدالرازق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...