الثلاثاء، 23 فبراير 2016

التكامل الزراعي الصناعي بين السودان والمملكة العربية السعودية




المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الرسالة، هذه البلاد الطيبة الطاهرة الشقيقة الصديقة المحببة والمقربة لكل أهل السودان لها علاقات مميزة وذات طابع خصوصي جداً مع بلادنا ووطننا الغالي السودان.. وفي كل يوم تشرق فيه شمس الصباح وتتفجر فيه الأنهار عيوناً تزداد هذه الوشائج والعلائق والأواصر والروابط بيضاء ناصعة معتقة بأريج القرآن ونفحات الإيمان والسيرة العطرة لنبينا وحبيبنا وشفيعنا المصطفى المختار محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. هذان البلدان الطيبان الشقيقان المتجاوران المتحابان في الله حب الإخوة الصادقة الواحدة الموحدة المتحدة، فكل له ميزته التي تميزه وتجعله هلالاً ونجماً وبدراً وقمراً يتلألأ في سماء الأكوان.. فالسودان بلد يتميز ويتفرد بالأرض الخصبة الشاسعة الواسعة الحدادي المدادي على مد البصر والمياه الوفيرة من أنهار وبحار ومياه جوفية ومياه أمطار وطقس مساعد في الزراعة، أي أن السودان بلد زراعي بحت ومن الدرجة الأولى ويكفي أنه يضم بين حناياه وسويدائه أكبر مشروع زراعي في العالم تحت إدارة واحدة «مشروع الجزيرة» هذا إلى جانب المشاريع المروية منها والمطرية والآلية في الرهد والسوكي وحلفا الجديدة والشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض والقضارف والدندر والدالي والمزموم والدندر وفي كردفان ودارفور وفي كسلا والبحر الأحمر وسنار والخرطوم وجبال النوبة والنيل الأزرق وغيرها من المشاريع التي تنتشر هنا وهناك.. فالسودان غني بأرضه الزراعية وغني بزرعه ومده وضرعه ومؤهل تماماً وبكل المقاييس ليكون سلة غذاء العالم وبترتيب وتنظيم دقيق وببذل قليل من الجهد يمكن أن يتحقق هذا الهدف الذي سمعناه واطلعنا عليه في الوسائط الإعلامية العالمية «بأن العالم بداية من عام «1985م» سيتجه نحو كندا واستراليا والسودان لتكون سلة غذاء العالم».. فإذا امتلكنا التكنولوجيا الحديثة التي تمكننا من الاستخدام الأمثل للزراعة والري فأكيد أن هذا الهدف سيتحقق لا محال عاجلاً أو آجلاً.. ونحن في مشاريعنا الزراعية المروية نتبع في معظم الأحايين نظام الري الانسيابي من الخزان الرئيس إلى الترع والقنوات ومنها إلى أبو عشرينات إلى داخل الحواشات والحقول، وهذا النظام ومن عيوبه وسلبياته أن المزارعين يتركون للمياه الحبل على الغارب لتنساب خارج الحواشات وإلى الأرض البور مما ينعكس ذلك سلباً بقفل الشوارع والطرقات وتعطيل حركة المرور، وعندما تركد هذه المياه تتسبب في توالد الناموس والبعوض والحشرات أي أن هذه المياه المهدرة تكون خصماً على حصة المياه المخصصة للحواشات وريها للعروتين الصيفية والشتوية.. وفي وقت سابق وفي مشروع الجزيرة عندما كان يعيش المزارعون في بحبوحة والمشروع في أوج عظمته، كان المزارع الذي يهمل في إهدار المياه ويجعلها تتكسر خارج حواشته كانت تتم معاقبته بفرض مبلغ من المال «غرامة» يدفعه لرئاسة التفتيش جزاء صنعه هذا وإهماله.. وفي وقتنا الراهن فقد تم إدخال أجهزة ونظم الري الحديثة والمتمثلة في أجهزة الري المحوري والتي تعتبر أحدث ما توصل إليه العالم في مجال الري في المشاريع الزراعية لكفاءتها العالية باستخدام التكنولوجيا الحديثة للبخاخات.. وهذا النوع من الري يمكن المزارعين من التحكم في كمية المياه المضافة عن طريق اختيار مجموعة البخاخات المناسبة للمحصول والأرض وأقل تكلفة هذا إلى جانب ضمان الإنتاجية العالية والعالية جداً والتي حققتها كل المشاريع الزراعية التي استخدمت جهاز الري المحوري والخطي ودونكم ولايات نهر النيل والشمالية والنيل الأبيض والقضارف والخرطوم.. وفي الجانب الصناعي تتفوق المملكة العربية السعودية في هذا المجال وتمتلك أكبر وأضخم مصانع أجهزة الري في العالم وعلى وجه الخصوص أجهزة الري المحوري والري الأفقي..
(IRRIGTION SGSTEMS FACTORY)
التي تتناسب تماماً لزراعة الخضروات بأنواعها المختلفة والأعلاف والأعشاب والمزارع المحمية والمزارع الصغيرة المجاورة للأنهار، بل يتسم هذا الجهاز بأنه أكثر فعالية من المحاور التقليدية.. ومن ميزات الري المحوري أن كل المياه التي يتم ضخها تستقر داخل الحقل وليس هنالك مياه مهدرة أو متدفقة.. فالمملكة العربية السعودية التي تعد واحدة من أحسن بلاد العالم في تصنيع أجهزة الري المحوري والخطي قليلة التكلفة وفي متناول اليد.. والسودان في الوقت الراهن يحتاج لمثل هذه التكنولوجيا كما قال لي صديقي الباشمهندس صلاح الدين الصديق الشيخ وإدخالها في المشاريع الزراعية لزيادة الإنتاج والإنتاجية واستغلال المياه الاستغلال الأمثل وبالطرق الصحيحة والحديثة التي تجنبنا إهدار المياه وتضمن الإنتاجية العالية لكل المحاصيل.. والسؤال الذي يطرح نفسه وفي ظل العلاقات الممتازة والطيبة والحميمة بين السودان والمملكة العربية السعودية، وإذا كان السودان بهذه الإمكانات المهولة وهو الأقوى زراعياً، والمملكة العربية السعودية هي الأقوى صناعياً وتمتلك الإمكانات الهائلة والضخمة في هذا المجال، لماذا لا تستغل هذه العلاقات الاستغلال الأفضل والأمثل بين البلدين الشقيقين، ويحدث تكامل زراعي صناعي بين السودان والسعودية. فالسودان يزرع والمملكة العربية السعودية تصنع والعالم العربي كله يأكل ويشبع.. وفي اعتقادي الجازم إذا حدث هذا التكامل الزراعي الصناعي فسوف تتجه كل أنظار العالم صوب السودان والمملكة العربية السعودية، وبذلك نكون قد ضربنا أروع الأمثال في التعاضد والتماسك والتكافل والتكامل وتبادل المنافع ودعم الاقتصاد الوطني في البلدين الشقيقين.. وعاشت الصداقة والإخوة السودانية السعودية.. وعاشت الصداقة والإخوة السعودية السودانية.. ومزيد من التقدم والتوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...