الأحد، 28 فبراير 2016

الاستفتاء.. حرب داعش الجديدة.. تصدع اليوناميد.. ومأمون حميدة ..!



الاستفتاء والرد بالتسجيل
>
نسبة التسجيل العالية لمواطني دارفور للتصويت في استفتاء دارفور الإداري، هو أبلغ رد على الأصوات التي نادت بتأجيل الاستفتاء، وظلت تشكك في إمكانية قيامه وتتمنى حدوث أي عارض لتأجيله. فقد أعلنت مفوضية الاستفتاء أن عمليات التسجيل تمضي في كل الولايات الخمس بشكل عادي، وبلغ عدد المسجلين حتى الآن (ثلاثة ملايين وخمسمائة وثمانية وثلاثين ألفاً ومائة وخمسة «3,538,105» مواطنين من جملة «4,588,300» مواطن من الذين يحق لهم التسجيل. ونسبة التسجيل هذه، تعني أن أكثر من نصف سكان دارفور قد سجلوا للتصويت وأن نسبة تقارب الـ80% من الذين يحق لهم التصويت، قد سجلوا بالفعل، فنجاح عملية التجيل دليل قاطع على أن موضوع الاسقفتاء، وهو تحديد وضع دارفور الإداري هل سترجع إقليماً واحداً، أم يختار المواطنون الوضع الحالي القائم على خمس ولايات؟.
>
المعلوم بالضرورة هنا، أن رافضي قيام الاستفتاء، هم في الأساس إما من الحركات المتمردة، أو من السياسيين أصحاب الرأي والموقف من دعاة الرجوع للإقليم، باتوا يوقنون يقيناً لا شك فيه، أن خيار الوضع الحالي ستُرجح كفته، وستقبر فكرة الإقليم في قاع جرف هار سحيق، فلا وسيلة لديهم إلا مناهضة قيام الاستفتاء وتعطيله، حتى لا يقر أهل دارفور جميعاً الوضع الحالي(الولايات القائمة) ويسقط خيار الإقليم عن طريق قناعات وتصويت مباشر يقوم على رأي الأغلبية في عملية تمثل أرقى وسائل الاختيار الديمقراطي.
السودان الحرب في ليبيا
>
أعلن الرئيس الأمريكي أمس، الهدنة في سوريا، لتبدأ بلاده وحلفائها حرباً جديدة على تنظيم الدولة في ليبيا، وقد بدأت الحرب بالفعل في مناطق ليبيا الشرقية، ويوجد قصف جوي لدول حلف الناتو على الأجزاء الغربية من ليبيا قريباً من الحدود التونسية، وليس هناك نطاق محدد لهذه الحرب التي تتدخل فيها الولايات المتحدة وفرسنا تدخلاً مباشراً، ولديها عمليات على الأرض بواسطة قواتها، فمن ظاهر الأمور وبواطنها فهذه الحرب الغربية ضد تنظيم الدولة السامية - داعش، هي دعم مباشر لجناح اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتحالف مع حركات دارفور المتمردة المتورطة حتي أذنيها في رمال الصراع المتحركة في ليبيا..
>
سيكون للتدخل العسكري الغربي تداعياته على الجوار الليبي كله بما فيه السودان، وستتسع دائرة اللهب الجهنمية في المنطقة، ولم تخف جهات في تونس والجزائر ومصر وتشاد والنيجير تخوفها من الآثار المترتبة على التدخل العسكري البري لملاحقة تنظيم الدولة في ليبيا، خاصة أن ليبيا الآن منقسمة على نفسها ولا تود حكومة وجيش موحدين يمثلان سلطة واحدة، فموازين القوة في هذا البلد ستحدد وفقاً لنهاية الحملة العسكرية الغربية على داعش، ولا خطر من ذلك، وأن هناك تفاهمات سرية بين قوات حفتر والمجموعات الحليفة له مع كل من باريس وواشنطن، لضرب مواقع على التنظيمات المسلحة الأخرى لثوار ليبيا وتصفيتها على اعتبار أنها حركات إرهابية، وما قرار لجنة بالكونغرس الأمريكي قبل أيام باعتبار حركة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، إلا توفيراً للغطاء السياسي لضم الثوار الليبيين الذين أنهوا حكم القذافي لقائمة الأهداف في ليبيا.
>
علينا هنا في بلدنا، أن نتحسب لمضاعفات وتداعيات هذه الحرب الجديدة، حتى لا تطرق أبوابنا عنوة. فجنوب ليبيا منطقة صحراوية واسعة جداً ستكون ملاذاً لتنظيم «داعش» في حال تقهقره جنوباً وشرقاً او جنوباً في اتجاه الشرق، ولا نشك أن الحكومة اتخذت ترتيباتها وكثفت من وجودها العسكري والأمني في الحدود مع ليبيا، ومن الضروري أيضاً كما حدث مع الجزائر وتونس أن تكون هناك اتصالات قد جرت مع عدة عواصم دولية لضمان منع امتدادات هذه الحرب الجديدة الى الجزائر وتونس ودول إفريقيا جنوب الصحراء.. لكن في نهاية الأمر هذه ليست حربنا..ولا ناقة لنا فيها ولا جمل ..!
تصدع اليوناميد
>
قرار دولة مهمة وفاعلة في الفضاء الدولي مثل جنوب إفريقيا بسحب قواتها المشاركة في بعثة اليوناميد، يعزز موقف الحكومة وإستراتيجيتها لخروج البعثة من السودان بعد هدوء الأوضاع في دارفور، ونهاية النزاعات والحروب وضمور نشاط الحركات أو انعدامه بالكامل. فدارفور بدأت تتعافى بالفعل، ولم تبقَ إلا جيوباً صغيرة جداً في منطاق محددة ومحصورة، وهذه الخطوة الجنوب إفريقية ستقوي حجج الحكومة في خطواتها الجارية لإنهاء وجود بعثة اليوناميد. ولم تكن الأمم المتحدة تمانع علناً، لكن هناك جهات في إدارة حفظ السلام في المنظمة الدولية تحاول تغبيش الرؤية وتقديم تقارير بالتنسيق مع أطراف وعناصر داخل بعثة اليوناميد، بأن الأوضاع في دارفور ماتزال سيئة وشبح الحرب مايزال مخيماً مما يستدعي تمديد بقاء البعثة.. كل هذه الألاعيب المكشوفة لا قيمة لها بعد أن تخرج القوات الجنوب إفريقية وتتبعها قوات من دول إفريقية أخرى كرواندا ونيجيريا وغيرها.
مأمون حميدة
>
قدم السيد رئيس الجمهورية دعماً وسنداً سياسياً قوياً لوزير الصحة بولاية الخرطوم بروف مأمون حميدة، وطالبه بالمضي قدماً في تنفيذ كل خططه وبرامجه رغم النقد والهجوم الذي يشن عليه.
>
ولأن ملف الخدمات وفي مقدمتها الصحة من الملفات الساخنة والملتهبة، ترتفع درجة حرارتها لأقل الأسباب، وعُرضة للتشخيصات المتضاربة. فإن البروف مأمون حميدة، واجهه منذ توليه وزارة الصحة الولائية بالخرطوم الكثير من النقد والقليل من التقريظ سواء من أدوات الرأي العام كالصحف، أم من جهات أخرى، لكنه وللحقيقة لم يلتفت، وصمد صموداً يُحسد عليه. وبطبيعة شخصيته وتركيبتها العنيدة غير المبالية، مضى في طريقه لتنفيذ أفكاره التي اختلف معه فيها البعض ويوافقه فيها البعض الآخر، وحتى أن بعض الأطباء من أقرانه وأترابه كانوا من أكثر المنتقدين له، لكنه في نهاية الأمر نجح في وضع صورة متكاملة للخدمة الطبية والعلاجية في ولاية الخرطوم، وأرسى معالم إستراتيجية تمكن الدولة من تطوير القطاع الصحي على النهج الذي انتهجه..
>
ما كان لمأمون حميدة أن ينجح وينال ثقة القيادة السياسية في البلاد، لولا وضوح فكرته وقدرته الهائلة للدفاع عنها، وقوة منطقه في مواجهة النقد وتقديمه الأنموذج والبيان بالعمل، ومن يعرف البروف عن قرب يكتشف فيها عميق التفكير وبعد النظر والدراية والمعرفة والقدرات الإدارية المذهلة التي يدير بها ملفاته 
الصادق الرزيقي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...