الثلاثاء، 23 فبراير 2016

دلالات زيارة الجبير الخاطفة للخرطوم




رجح محللون أن يكون للزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاثنين للخرطوم، علاقة بما يحدث من حراك دولي بسوريا يدفع المملكة لتنسيق موقف مؤيديها هناك، بينما اعتبر آخرون أن الزيارة تستند إلى طبيعة العلاقات المتطورة بين البلدين.
ختم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء الاثنين زيارة غير معلنة للخرطوم أجرى خلالها مباحثات وصفت بالمهمة مع الرئيس السوداني عمر البشير، دون الإفصاح عن تفاصيلها بالكامل.
لكن ما أعلنه المسؤول السعودي في الخرطوم حول مباحثاته كان كافيا لبعض المحللين السياسيين هناك لوضع مزيد من الاحتمالات حول المعنى الحقيقي للزيارة.
ووفق الجبير الذي كان يتحدث للصحفيين بعيد لقائه البشير، فإن الزيارة ركزت على مجريات الأحداث في المنطقة العربية والعلاقات بين السودان والسعودية، مشيدا في الوقت ذاته بمشاركة الخرطوم في تحالف "عاصفة الحزم وإعادة الأمل" و"التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتطرف".
علاقات مميزة
واكتفى الجبير بوصف العلاقات السودانية السعودية بأنها "مميزة"، قبل أن يختم بإشادة أخرى بموقف الخرطوم من قضايا المنطقة المهمة.
وكان المسؤول السعودي قد وصل الخرطوم ظهر الاثنين في زيارة استغرقت عدة ساعات، التقى خلالها نظيره السوداني إبراهيم غندور، قبل أن يجري مباحثات مغلقة مع الرئيس البشير.
وبينما اكتفى المسؤولون السودانيون بما أعلنه الوزير السعودي، رأى محللون نقاطا أخرى مهمة دفعت المملكة السعودية لابتعاث وزير خارجيتها إلى الخرطوم.
وفي هذا الصدد لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي محجوب محمد صالح علاقة الأمر بما يحدث في سوريا من حراك دولي يدفع السعودية إلى تنسيق موقف مؤيديها فيه، مشيرا إلى ما أعلنته روسيا عن اتفاق بينها وبين أميركا على وقف إطلاق النار في سوريا.
مواقف
لكن صالح يشير في تعليقه للجزيرة نت إلى ما أعلنه وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور من "أنه ليس شرطا أن ترتبط مواقف السودان مع مواقف السعودية في قضية سوريا"، لافتا إلى أن الخرطوم ترى أن الحل السلمي هو العلاج الأمثل لقضية سوريا.
ويربط صالح الأمر بلقاء مقبل لغندور يوم الخميس القادم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بحري عمر عبد العزيز فيرى أن طبيعة العلاقات المتطورة بين الخرطوم والرياض هي من دفعت المملكة للتشاور مع السودان بشأن ما يجري حاليا في المنطقة.
ويقول عبد العزيز في تعليق للجزيرة نت إن وجود السودان في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب يجعله محل ثقة الأطراف القائمة على الأمر، لكنه لا يستبعد وجود أمر معين غير معلن "دفع الرياض إلى استعجال تشاورها مع الخرطوم".
وقد تحسنت العلاقات بين الخرطوم والرياض بصورة كبيرة بعد قرار السودان المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن بمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران منذ مارس/آذار الماضي.
تضامن
كما ساهم قطع العلاقات الدبلوماسية السودانية مع طهران تضامنا مع السعودية لمواجهة ما وصفت بالمخططات الإيرانية في المنطقة، بعد ساعات من اتخاذ الرياض قراراً مماثلاً رداً على اقتحام محتجين إيرانيين سفارتها في طهران وقنصليتها على خلفية إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، وساهم ذلك في زيادة ذلك التحسن.
وتشارك هذه الأيام قوات سودانية في مناورات "رعد الشمال" التي تستضيفها السعودية في منطقة حفر الباطن شمالي المملكة، ضمن عشرين بلدا من المنطقة العربية والإسلامية.
 المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...