عطا في واشنطن .. نجاح الدبلوماسية الأمنية

الزيارة التي يقوم بها حالياً المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا والوفد المرافق له للعاصمة الأمريكية واشنطن،

تأتي في توقيت مهم بالنسبة لمسار العلاقات بين البلدين، خصوصاً وأن عصب الأزمة السابقة بين الخرطوم وواشنطن كان في قضايا الأمن والسياسة والقضايا الإنسانية في المنطقة. وتأتي أيضاً بعد قرار الرئيس السابق باراك أوباما في أيام حكمه الأخيرة برفع العقوبات عن السودان بعد فترة مراقبة ومراجعة تستمر 6 أشهر من إعلانه لتوجهات الحكومة الأمريكية بالرفع الجزئي للعقوبات كذلك هناك عمل كبير ونشاط متواصل على الصعيدين الدبلوماسي والأمني شاركت فيه فعاليات وتيارات مجتمعية وشخصيات لها تأثيراتها في المحيط من حولنا كل هذه الجهود دفعت بالعلاقة في الاتجاه الإيجابي ونحن هنا نستطيع أن نشير الى أن حجم العمل الكبير الذي تم خلال المرحلة الماضية كانت زيارة سعادة الفريق محمد عطا رجل الاستخبارات والمخابرات الأول في البلاد أحيا ثماره الأساسية والمهمة لأن المدخل الأمني لتصحيح مسار العلاقة بين البلدين هو الأساس لكون الصورة الذهنية للعلاقة بين البلدين تحتاج لمجهود لتصحيحها بعد حجم الخراب والتشويه الذي طالها بفعل أعداء هذا البلد وخصومه.  وما يحزن المرء أن من بين الذين لعبوا هذا الدور ضد الضمير الوطني والأخلاق والقيم الوطنية والدينية هم سودانيون تحكمت فيهم الغيرة وأصابهم الجنون والحسد من مشروع الإنقاذ وما حققته من مكاسب فتبارى هؤلاء في فنون العمالة والارتزاق ضد بلدهم.

نقول إن زيارة عطا محطة جديدة وخطوة متقدمة لابد من استثمارها بصورة تقتصر علينا الطريق في ترميم العلاقة بين البلدين خصوصاً وأن هذه الزيارة بدعوة من مدير وكالة المخابرات الأمريكية المستر مايكل بومبيو ونائبته وهناك حديث في وكالات الأنباء أن وفد محمد عطا التقى كذلك بأعضاء في الكونغرس ورؤساء لجان ما يؤكد أن الأبواب أصبحت مفتوحة للسودانيين والاستعداد متوفر لسماع ما يريد الوفد أن يبلغه للأجهزة الأمريكية، والأهم هو في هذه الزيارة بجانب هذا المجهود الجبار اللقاءات بمجموعات الضغط التي تتبنى الأطروحات المعادية للسودان وكيفية التأثير عليها ودعم جهود المجموعات التي تتبنى الخط الداعم للسودان والعمل على الاتفاق من أجل تبادل الزيارات بين البلدين حتى نتمكن من الوصول للتطبيع الكامل نأمل في المزيد من الفتوحات في علاقاتنا مع الأجهزة الأمنية المهمة والمؤثرة في صناعة الأمن العالمي، ونأملأ تكون زيارة عطا قد حققت هدفها لحصد مكاسبها.

هدية علي