يتواصل البحث والتحقق حول الأضرار
البيئية التي تسببها النفايات الالكترونية وأثرها على صحة الإنسان، وقد ضمنت
الاحصائية الاخيرة ان النفايات الالكترونية تسبب امراض السرطان بنسبة «80%»، وهو مؤشر خطير
يتطلب الوقف عنده واعادة النظر للخروج ببيئة سليمة تعافي مواطني البلاد، ولم يقف
الامر على مرض السرطان، حيث ان دراسات علمية اوضحت ان المخلفات الالكترونية سبب
رئيس لحالات الإجهاض عند النساء، ولا شك أن الثورة العلمية في كثير من جوانبها
اصبحت وباءً فتاكاً للإنسان، وخطراً على صحته وتدميراً لبيئته، فالعلم هو الذي
أوجد أسلحة الدمار الشامل، وهو المسؤول عن القنابل الذكية وأدوات الترويع وكل
وسائل فناء الكون. فالإنسان أصبح عدواً لنفسه وصانعاً لأسباب موته بيديه، وللأسف
صار التسابق في ميادين العلم للفوز بقصب السبق لا يلزمه تنافس في إيجاد الحلول
العملية والصحية لإفرازات هذا التسابق العلمي المحموم. وفي هذا الصدد تأتي مخلفات
الأجهزة التقنية التي تستخدم كمواد خام على رأس المشكلات التي أوجدها العلم ولم
يوجد لها الحل الناجع حتى باتت مهدداً قوياً. فالمخلفات أو النفايات الإلكترونية
هي أكبر مشكلة نفايات متعاظمة بالعالم. ولا تكمن مشكلتها في كميتها فقط، بل في
مكوناتها السامة المتمثلة في عناصر البرليوم والزئبق والكادميوم، فضلاً عن غاز
البروم الذي ينبعث عن احتراق مكونات الأدوات الإلكترونية.
تلوث بيئي
أظهرت إحصائية تزايد اعداد مرضى السرطان في البلاد، مشيرة الى أن نحو اكثر «40» ألف مريض يترددون على المستشفيات والمعاهد سنوياً، كما أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة وسط الأطفال إلى اكثر من 7% مقارنة بالكبار. وأرجع استشاريي الاورام ان زيادة نسبة الإصابة بالمرض إلى تلوث البيئة واضافوا أن الإجابة الكافية عن سبب انتشار المرض تتطلب إجراء مزيد من البحوث والدراسات. وقالوا إن اكتشاف سرطانات الثدي وعنق الرحم والبروستاتا يأتي متأخراً رغم إمكانية علاجها، مشيرين الى ان معظم المرضى يصلون إلى المراكز بعد تفاقم الإصابة وانتشار المرض. واعتبر أن الفقر وعدم الوعي الصحي أكبر المخاطر المهددة.
وزارة الاتصالات
شرعت وزارة الاتصالات في عدد من محاولات الحد من مخاطر النفايات الالكترونية، واتجهت الى وضع قوانين جديدة تضمن في لائحة قانون الوزارة إنفاذاً للدور الذي تضطلع به في الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، واستجابة للهاجس القومي في ما يختص بالنفايات الالكترونية، وعملاً بالمادة «55» «3» من اللائحة العامة لسنة 2012م الفصل الحادي عشر الذي اوجب على الهيئة إصدار اللوائح والتوجيهات التي تنظم إبادة أو إعادة تدوير أو تصدير الأجهزة والنفايات الالكترونية الخاصة بمعدات الأجهزة الالكترونية.
مؤشرات مخيفة
تمثل النفايات الالكترونية حالياً أكبر مشكلة تواجه العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن عدم التخلص منها وتكدسها وتراكمها وصعوبة التخلص منها او اعادة تدويرها، مما شكل تحدياً كبيراً امام الدول الكبرى والنامية، وهذه الأخيرة عانت الامرين بسبب عدم وجود مرادم لحرق النفايات، والثانية لا توجد مصانع لتدويرها، وتبدأ مخاطر النفايات الالكترونية في تصنيف المعدات الالكترونية التي وصلت لنهاية العمر الافتراضي للاستخدام، فهي تشمل الحواسيب والشاشات والبطاريات والتليفونات، وهذه المكونات تحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبرليوم، والكثير من المخلفات السامة التي تتسرب للإنسان والتربة والنبات والمياه والهواء، وبلغ حجم مخلفات النفايات الالكترونية حول العالم اكثر من «50» مليون طن منها « 91» خطرة، في حين ما تم التخلص منه لا يتعدي «1.5» مليون طن من الاجهزة الالكترونية، وهي في الاساس مواد سامة.
ويقول المدير العام لمنظمة وأد التطوعية د. بكري محجوب الافندي إن المنظمة قامت باطلاق المشروع القومي للتوعية واعادة تدوير النفايات الالكترونية للمحافظة على البيئة، بجانب رفع الوعي بأهمية مفهوم مؤسسية صناعة نفايات التدوير عالمياً ومحلياً. وحذر الافندي من مغبة التخلص غير الآمن من النفايات الالكترونية الذي يتمثل في الدفن او الحرق او التصدير للدول والمناطق غير المحمية، وما يخلفه من مركبات كيميائية خطيرة على الطبيعة والكائنات الحية، ونوه بأن تدوير المنتجات الالكترونية امر في غاية الخطورة نظراً الى تنوع وتعدد المواد الكثيرة المتداخلة في تصنيعها، بالاضافة لعدم وجود بنية تحتية. واضاف ان عدم توفر البحث العلمي المرافق لهذه الصناعة ستنجم عنه آثار سالبة على الطبيعة، وأشار الى ان منظمته قد وقعت على مذكرة تفاهم مع المجلس الاعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم، ونصت المذكرة على ان تقوم المنظمة بمساعدة الولاية في كيفية التخلص السليم من النفايات الالكترونية واعادة تدويرها.
تنسيق مشترك
ومن جانبه اجتمع رئيس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم اللواء عمر نمر بالإدارة العامة لنيابة حماية المستهلك، برئيس نيابة المستهلك مولانا ماجدة الطاهر، ومدير مباحث حماية المستهلك العميد أحمد عثمان، وتم بحث التعاون المشترك في ضوء قانون البيئة الجديد الذي تمت اجازتة أخيراً، وتم الاتفاق على تكوين مجلس تنسيقي يضم تيماً فنياً من الاختصاصيين والإداريين من كل الجهات ذات الصلة، بالاضافة الى التيم الأمني من شرطة بيئية ومباحث وامن لضمان انفاذ القانون بشكل إيجابي، ويذكر ان نيابة المستهلك ستسهم في مؤتمر البيئة الاول القادم بتقديم الورقة القانونية حول البيئة.
الموت الصامت
وأكد استشاري امراض الأورام لـ «الإنتباهة» ان النفايات الالكترونية والكهربية احد اخطر مسببات مرض سرطان الجلد، لكن تتم الاصابة بعد اعوام وبتراكم التعرض لها، ولفت الى ان مرض السرطان انتشر اكثر من الاعوام الماضية، موضحاً انه في تزايد، واضاف أنه لا بد من محاربة كافة المهددات والمسببات لهذا المرض, وتابع قائلاً: ليس الالكترونية فحسب وانما كثير من الاسباب تمر على الانسان يومياً لاسيما دخان عوادم السيارات في الطرقات العامة، كما ان المستشفيات تكدست بمرضى السرطان ومنهم من يعجز عن العلاج، ولا شك انه من اخطر الامراض، ويعتبر الموت الصامت نسبة لأن اكتشاف المرض يصعب في المرحلة الاولى لعدم وجود اعراض والم في اوله، لكن عندما يستفحل الأمر يستغرق العلاج فترة طويلة وبنسبة كبيرة، ولا يتلاشى المرض نهائياً عن الجسم.
رحلات علمية
على المدى الطويل تجري كليات الطب رحلات علمية لطلابها وطالبتها حول الولايات، لدراسة الحالات المختلفة للأمراض وتحديد ما يعانيه المواطنون، وأفادت معلومات تحصلت عليها «الإنتباهة» بأن عدداً من طالبات كلية الطب بجامعة الاحفاد قمن برحلة علمية لأحدى المناطق بالولايات، واكتشفن تأزم الوضع الصحي في المنطقة، وانتشار مرض السرطان، بالاضافة الى تفاقم اعداد حالات الاجهاض، وارجع سكان المنطقة والجهات القائمة على الأمر انتشار الامراض الى وجود نفايات الكترونية مدفونة في صحراء متاخمة لمنطقتهم، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لمحاربة مثل هذه التصرفات التي تعتبر حرباً خفية لتدمير المواطنين والبلاد.
معالجات خاصة
وقال مدير إدارة الخدمات بوزارة الاتصالات مصطفى عبد الحفيظ لـ «الإنتباهة» إن التخلص من النفايات الالكترونية ليس بالأمر السهل ويحتاج الى معالجات خاصة، الأمر الذي دعا وزارة الاتصالات إلى أن تشرع في ضبط لائحة تراخيص إعادة تدوير النفايات، بجانب ضبط الاستيراد للأجهزة والحد من دخول أجهزة مستعملة، وقال: لا شك ان النفايات الالكترونية تشكل خطراً وضرراً كبيراً على البيئة وصحة الإنسان، لافتاً الى أن الأمر يحتاج إلى تدبير وسيطرة كاملة.
أظهرت إحصائية تزايد اعداد مرضى السرطان في البلاد، مشيرة الى أن نحو اكثر «40» ألف مريض يترددون على المستشفيات والمعاهد سنوياً، كما أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة وسط الأطفال إلى اكثر من 7% مقارنة بالكبار. وأرجع استشاريي الاورام ان زيادة نسبة الإصابة بالمرض إلى تلوث البيئة واضافوا أن الإجابة الكافية عن سبب انتشار المرض تتطلب إجراء مزيد من البحوث والدراسات. وقالوا إن اكتشاف سرطانات الثدي وعنق الرحم والبروستاتا يأتي متأخراً رغم إمكانية علاجها، مشيرين الى ان معظم المرضى يصلون إلى المراكز بعد تفاقم الإصابة وانتشار المرض. واعتبر أن الفقر وعدم الوعي الصحي أكبر المخاطر المهددة.
وزارة الاتصالات
شرعت وزارة الاتصالات في عدد من محاولات الحد من مخاطر النفايات الالكترونية، واتجهت الى وضع قوانين جديدة تضمن في لائحة قانون الوزارة إنفاذاً للدور الذي تضطلع به في الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، واستجابة للهاجس القومي في ما يختص بالنفايات الالكترونية، وعملاً بالمادة «55» «3» من اللائحة العامة لسنة 2012م الفصل الحادي عشر الذي اوجب على الهيئة إصدار اللوائح والتوجيهات التي تنظم إبادة أو إعادة تدوير أو تصدير الأجهزة والنفايات الالكترونية الخاصة بمعدات الأجهزة الالكترونية.
مؤشرات مخيفة
تمثل النفايات الالكترونية حالياً أكبر مشكلة تواجه العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن عدم التخلص منها وتكدسها وتراكمها وصعوبة التخلص منها او اعادة تدويرها، مما شكل تحدياً كبيراً امام الدول الكبرى والنامية، وهذه الأخيرة عانت الامرين بسبب عدم وجود مرادم لحرق النفايات، والثانية لا توجد مصانع لتدويرها، وتبدأ مخاطر النفايات الالكترونية في تصنيف المعدات الالكترونية التي وصلت لنهاية العمر الافتراضي للاستخدام، فهي تشمل الحواسيب والشاشات والبطاريات والتليفونات، وهذه المكونات تحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبرليوم، والكثير من المخلفات السامة التي تتسرب للإنسان والتربة والنبات والمياه والهواء، وبلغ حجم مخلفات النفايات الالكترونية حول العالم اكثر من «50» مليون طن منها « 91» خطرة، في حين ما تم التخلص منه لا يتعدي «1.5» مليون طن من الاجهزة الالكترونية، وهي في الاساس مواد سامة.
ويقول المدير العام لمنظمة وأد التطوعية د. بكري محجوب الافندي إن المنظمة قامت باطلاق المشروع القومي للتوعية واعادة تدوير النفايات الالكترونية للمحافظة على البيئة، بجانب رفع الوعي بأهمية مفهوم مؤسسية صناعة نفايات التدوير عالمياً ومحلياً. وحذر الافندي من مغبة التخلص غير الآمن من النفايات الالكترونية الذي يتمثل في الدفن او الحرق او التصدير للدول والمناطق غير المحمية، وما يخلفه من مركبات كيميائية خطيرة على الطبيعة والكائنات الحية، ونوه بأن تدوير المنتجات الالكترونية امر في غاية الخطورة نظراً الى تنوع وتعدد المواد الكثيرة المتداخلة في تصنيعها، بالاضافة لعدم وجود بنية تحتية. واضاف ان عدم توفر البحث العلمي المرافق لهذه الصناعة ستنجم عنه آثار سالبة على الطبيعة، وأشار الى ان منظمته قد وقعت على مذكرة تفاهم مع المجلس الاعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم، ونصت المذكرة على ان تقوم المنظمة بمساعدة الولاية في كيفية التخلص السليم من النفايات الالكترونية واعادة تدويرها.
تنسيق مشترك
ومن جانبه اجتمع رئيس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم اللواء عمر نمر بالإدارة العامة لنيابة حماية المستهلك، برئيس نيابة المستهلك مولانا ماجدة الطاهر، ومدير مباحث حماية المستهلك العميد أحمد عثمان، وتم بحث التعاون المشترك في ضوء قانون البيئة الجديد الذي تمت اجازتة أخيراً، وتم الاتفاق على تكوين مجلس تنسيقي يضم تيماً فنياً من الاختصاصيين والإداريين من كل الجهات ذات الصلة، بالاضافة الى التيم الأمني من شرطة بيئية ومباحث وامن لضمان انفاذ القانون بشكل إيجابي، ويذكر ان نيابة المستهلك ستسهم في مؤتمر البيئة الاول القادم بتقديم الورقة القانونية حول البيئة.
الموت الصامت
وأكد استشاري امراض الأورام لـ «الإنتباهة» ان النفايات الالكترونية والكهربية احد اخطر مسببات مرض سرطان الجلد، لكن تتم الاصابة بعد اعوام وبتراكم التعرض لها، ولفت الى ان مرض السرطان انتشر اكثر من الاعوام الماضية، موضحاً انه في تزايد، واضاف أنه لا بد من محاربة كافة المهددات والمسببات لهذا المرض, وتابع قائلاً: ليس الالكترونية فحسب وانما كثير من الاسباب تمر على الانسان يومياً لاسيما دخان عوادم السيارات في الطرقات العامة، كما ان المستشفيات تكدست بمرضى السرطان ومنهم من يعجز عن العلاج، ولا شك انه من اخطر الامراض، ويعتبر الموت الصامت نسبة لأن اكتشاف المرض يصعب في المرحلة الاولى لعدم وجود اعراض والم في اوله، لكن عندما يستفحل الأمر يستغرق العلاج فترة طويلة وبنسبة كبيرة، ولا يتلاشى المرض نهائياً عن الجسم.
رحلات علمية
على المدى الطويل تجري كليات الطب رحلات علمية لطلابها وطالبتها حول الولايات، لدراسة الحالات المختلفة للأمراض وتحديد ما يعانيه المواطنون، وأفادت معلومات تحصلت عليها «الإنتباهة» بأن عدداً من طالبات كلية الطب بجامعة الاحفاد قمن برحلة علمية لأحدى المناطق بالولايات، واكتشفن تأزم الوضع الصحي في المنطقة، وانتشار مرض السرطان، بالاضافة الى تفاقم اعداد حالات الاجهاض، وارجع سكان المنطقة والجهات القائمة على الأمر انتشار الامراض الى وجود نفايات الكترونية مدفونة في صحراء متاخمة لمنطقتهم، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لمحاربة مثل هذه التصرفات التي تعتبر حرباً خفية لتدمير المواطنين والبلاد.
معالجات خاصة
وقال مدير إدارة الخدمات بوزارة الاتصالات مصطفى عبد الحفيظ لـ «الإنتباهة» إن التخلص من النفايات الالكترونية ليس بالأمر السهل ويحتاج الى معالجات خاصة، الأمر الذي دعا وزارة الاتصالات إلى أن تشرع في ضبط لائحة تراخيص إعادة تدوير النفايات، بجانب ضبط الاستيراد للأجهزة والحد من دخول أجهزة مستعملة، وقال: لا شك ان النفايات الالكترونية تشكل خطراً وضرراً كبيراً على البيئة وصحة الإنسان، لافتاً الى أن الأمر يحتاج إلى تدبير وسيطرة كاملة.
: نجلاء عباس
النفايات الالكترونية
.. الموت البطئ
يتواصل البحث والتحقق حول الأضرار
البيئية التي تسببها النفايات الالكترونية وأثرها على صحة الإنسان، وقد ضمنت
الاحصائية الاخيرة ان النفايات الالكترونية تسبب امراض السرطان بنسبة «80%»، وهو مؤشر خطير
يتطلب الوقف عنده واعادة النظر للخروج ببيئة سليمة تعافي مواطني البلاد، ولم يقف
الامر على مرض السرطان، حيث ان دراسات علمية اوضحت ان المخلفات الالكترونية سبب
رئيس لحالات الإجهاض عند النساء، ولا شك أن الثورة العلمية في كثير من جوانبها
اصبحت وباءً فتاكاً للإنسان، وخطراً على صحته وتدميراً لبيئته، فالعلم هو الذي
أوجد أسلحة الدمار الشامل، وهو المسؤول عن القنابل الذكية وأدوات الترويع وكل
وسائل فناء الكون. فالإنسان أصبح عدواً لنفسه وصانعاً لأسباب موته بيديه، وللأسف
صار التسابق في ميادين العلم للفوز بقصب السبق لا يلزمه تنافس في إيجاد الحلول
العملية والصحية لإفرازات هذا التسابق العلمي المحموم. وفي هذا الصدد تأتي مخلفات
الأجهزة التقنية التي تستخدم كمواد خام على رأس المشكلات التي أوجدها العلم ولم
يوجد لها الحل الناجع حتى باتت مهدداً قوياً. فالمخلفات أو النفايات الإلكترونية
هي أكبر مشكلة نفايات متعاظمة بالعالم. ولا تكمن مشكلتها في كميتها فقط، بل في
مكوناتها السامة المتمثلة في عناصر البرليوم والزئبق والكادميوم، فضلاً عن غاز
البروم الذي ينبعث عن احتراق مكونات الأدوات الإلكترونية.
تلوث بيئي
أظهرت إحصائية تزايد اعداد مرضى السرطان في البلاد، مشيرة الى أن نحو اكثر «40» ألف مريض يترددون على المستشفيات والمعاهد سنوياً، كما أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة وسط الأطفال إلى اكثر من 7% مقارنة بالكبار. وأرجع استشاريي الاورام ان زيادة نسبة الإصابة بالمرض إلى تلوث البيئة واضافوا أن الإجابة الكافية عن سبب انتشار المرض تتطلب إجراء مزيد من البحوث والدراسات. وقالوا إن اكتشاف سرطانات الثدي وعنق الرحم والبروستاتا يأتي متأخراً رغم إمكانية علاجها، مشيرين الى ان معظم المرضى يصلون إلى المراكز بعد تفاقم الإصابة وانتشار المرض. واعتبر أن الفقر وعدم الوعي الصحي أكبر المخاطر المهددة.
وزارة الاتصالات
شرعت وزارة الاتصالات في عدد من محاولات الحد من مخاطر النفايات الالكترونية، واتجهت الى وضع قوانين جديدة تضمن في لائحة قانون الوزارة إنفاذاً للدور الذي تضطلع به في الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، واستجابة للهاجس القومي في ما يختص بالنفايات الالكترونية، وعملاً بالمادة «55» «3» من اللائحة العامة لسنة 2012م الفصل الحادي عشر الذي اوجب على الهيئة إصدار اللوائح والتوجيهات التي تنظم إبادة أو إعادة تدوير أو تصدير الأجهزة والنفايات الالكترونية الخاصة بمعدات الأجهزة الالكترونية.
مؤشرات مخيفة
تمثل النفايات الالكترونية حالياً أكبر مشكلة تواجه العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن عدم التخلص منها وتكدسها وتراكمها وصعوبة التخلص منها او اعادة تدويرها، مما شكل تحدياً كبيراً امام الدول الكبرى والنامية، وهذه الأخيرة عانت الامرين بسبب عدم وجود مرادم لحرق النفايات، والثانية لا توجد مصانع لتدويرها، وتبدأ مخاطر النفايات الالكترونية في تصنيف المعدات الالكترونية التي وصلت لنهاية العمر الافتراضي للاستخدام، فهي تشمل الحواسيب والشاشات والبطاريات والتليفونات، وهذه المكونات تحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبرليوم، والكثير من المخلفات السامة التي تتسرب للإنسان والتربة والنبات والمياه والهواء، وبلغ حجم مخلفات النفايات الالكترونية حول العالم اكثر من «50» مليون طن منها « 91» خطرة، في حين ما تم التخلص منه لا يتعدي «1.5» مليون طن من الاجهزة الالكترونية، وهي في الاساس مواد سامة.
ويقول المدير العام لمنظمة وأد التطوعية د. بكري محجوب الافندي إن المنظمة قامت باطلاق المشروع القومي للتوعية واعادة تدوير النفايات الالكترونية للمحافظة على البيئة، بجانب رفع الوعي بأهمية مفهوم مؤسسية صناعة نفايات التدوير عالمياً ومحلياً. وحذر الافندي من مغبة التخلص غير الآمن من النفايات الالكترونية الذي يتمثل في الدفن او الحرق او التصدير للدول والمناطق غير المحمية، وما يخلفه من مركبات كيميائية خطيرة على الطبيعة والكائنات الحية، ونوه بأن تدوير المنتجات الالكترونية امر في غاية الخطورة نظراً الى تنوع وتعدد المواد الكثيرة المتداخلة في تصنيعها، بالاضافة لعدم وجود بنية تحتية. واضاف ان عدم توفر البحث العلمي المرافق لهذه الصناعة ستنجم عنه آثار سالبة على الطبيعة، وأشار الى ان منظمته قد وقعت على مذكرة تفاهم مع المجلس الاعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم، ونصت المذكرة على ان تقوم المنظمة بمساعدة الولاية في كيفية التخلص السليم من النفايات الالكترونية واعادة تدويرها.
تنسيق مشترك
ومن جانبه اجتمع رئيس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم اللواء عمر نمر بالإدارة العامة لنيابة حماية المستهلك، برئيس نيابة المستهلك مولانا ماجدة الطاهر، ومدير مباحث حماية المستهلك العميد أحمد عثمان، وتم بحث التعاون المشترك في ضوء قانون البيئة الجديد الذي تمت اجازتة أخيراً، وتم الاتفاق على تكوين مجلس تنسيقي يضم تيماً فنياً من الاختصاصيين والإداريين من كل الجهات ذات الصلة، بالاضافة الى التيم الأمني من شرطة بيئية ومباحث وامن لضمان انفاذ القانون بشكل إيجابي، ويذكر ان نيابة المستهلك ستسهم في مؤتمر البيئة الاول القادم بتقديم الورقة القانونية حول البيئة.
الموت الصامت
وأكد استشاري امراض الأورام لـ «الإنتباهة» ان النفايات الالكترونية والكهربية احد اخطر مسببات مرض سرطان الجلد، لكن تتم الاصابة بعد اعوام وبتراكم التعرض لها، ولفت الى ان مرض السرطان انتشر اكثر من الاعوام الماضية، موضحاً انه في تزايد، واضاف أنه لا بد من محاربة كافة المهددات والمسببات لهذا المرض, وتابع قائلاً: ليس الالكترونية فحسب وانما كثير من الاسباب تمر على الانسان يومياً لاسيما دخان عوادم السيارات في الطرقات العامة، كما ان المستشفيات تكدست بمرضى السرطان ومنهم من يعجز عن العلاج، ولا شك انه من اخطر الامراض، ويعتبر الموت الصامت نسبة لأن اكتشاف المرض يصعب في المرحلة الاولى لعدم وجود اعراض والم في اوله، لكن عندما يستفحل الأمر يستغرق العلاج فترة طويلة وبنسبة كبيرة، ولا يتلاشى المرض نهائياً عن الجسم.
رحلات علمية
على المدى الطويل تجري كليات الطب رحلات علمية لطلابها وطالبتها حول الولايات، لدراسة الحالات المختلفة للأمراض وتحديد ما يعانيه المواطنون، وأفادت معلومات تحصلت عليها «الإنتباهة» بأن عدداً من طالبات كلية الطب بجامعة الاحفاد قمن برحلة علمية لأحدى المناطق بالولايات، واكتشفن تأزم الوضع الصحي في المنطقة، وانتشار مرض السرطان، بالاضافة الى تفاقم اعداد حالات الاجهاض، وارجع سكان المنطقة والجهات القائمة على الأمر انتشار الامراض الى وجود نفايات الكترونية مدفونة في صحراء متاخمة لمنطقتهم، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لمحاربة مثل هذه التصرفات التي تعتبر حرباً خفية لتدمير المواطنين والبلاد.
معالجات خاصة
وقال مدير إدارة الخدمات بوزارة الاتصالات مصطفى عبد الحفيظ لـ «الإنتباهة» إن التخلص من النفايات الالكترونية ليس بالأمر السهل ويحتاج الى معالجات خاصة، الأمر الذي دعا وزارة الاتصالات إلى أن تشرع في ضبط لائحة تراخيص إعادة تدوير النفايات، بجانب ضبط الاستيراد للأجهزة والحد من دخول أجهزة مستعملة، وقال: لا شك ان النفايات الالكترونية تشكل خطراً وضرراً كبيراً على البيئة وصحة الإنسان، لافتاً الى أن الأمر يحتاج إلى تدبير وسيطرة كاملة.
أظهرت إحصائية تزايد اعداد مرضى السرطان في البلاد، مشيرة الى أن نحو اكثر «40» ألف مريض يترددون على المستشفيات والمعاهد سنوياً، كما أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة وسط الأطفال إلى اكثر من 7% مقارنة بالكبار. وأرجع استشاريي الاورام ان زيادة نسبة الإصابة بالمرض إلى تلوث البيئة واضافوا أن الإجابة الكافية عن سبب انتشار المرض تتطلب إجراء مزيد من البحوث والدراسات. وقالوا إن اكتشاف سرطانات الثدي وعنق الرحم والبروستاتا يأتي متأخراً رغم إمكانية علاجها، مشيرين الى ان معظم المرضى يصلون إلى المراكز بعد تفاقم الإصابة وانتشار المرض. واعتبر أن الفقر وعدم الوعي الصحي أكبر المخاطر المهددة.
وزارة الاتصالات
شرعت وزارة الاتصالات في عدد من محاولات الحد من مخاطر النفايات الالكترونية، واتجهت الى وضع قوانين جديدة تضمن في لائحة قانون الوزارة إنفاذاً للدور الذي تضطلع به في الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، واستجابة للهاجس القومي في ما يختص بالنفايات الالكترونية، وعملاً بالمادة «55» «3» من اللائحة العامة لسنة 2012م الفصل الحادي عشر الذي اوجب على الهيئة إصدار اللوائح والتوجيهات التي تنظم إبادة أو إعادة تدوير أو تصدير الأجهزة والنفايات الالكترونية الخاصة بمعدات الأجهزة الالكترونية.
مؤشرات مخيفة
تمثل النفايات الالكترونية حالياً أكبر مشكلة تواجه العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن عدم التخلص منها وتكدسها وتراكمها وصعوبة التخلص منها او اعادة تدويرها، مما شكل تحدياً كبيراً امام الدول الكبرى والنامية، وهذه الأخيرة عانت الامرين بسبب عدم وجود مرادم لحرق النفايات، والثانية لا توجد مصانع لتدويرها، وتبدأ مخاطر النفايات الالكترونية في تصنيف المعدات الالكترونية التي وصلت لنهاية العمر الافتراضي للاستخدام، فهي تشمل الحواسيب والشاشات والبطاريات والتليفونات، وهذه المكونات تحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبرليوم، والكثير من المخلفات السامة التي تتسرب للإنسان والتربة والنبات والمياه والهواء، وبلغ حجم مخلفات النفايات الالكترونية حول العالم اكثر من «50» مليون طن منها « 91» خطرة، في حين ما تم التخلص منه لا يتعدي «1.5» مليون طن من الاجهزة الالكترونية، وهي في الاساس مواد سامة.
ويقول المدير العام لمنظمة وأد التطوعية د. بكري محجوب الافندي إن المنظمة قامت باطلاق المشروع القومي للتوعية واعادة تدوير النفايات الالكترونية للمحافظة على البيئة، بجانب رفع الوعي بأهمية مفهوم مؤسسية صناعة نفايات التدوير عالمياً ومحلياً. وحذر الافندي من مغبة التخلص غير الآمن من النفايات الالكترونية الذي يتمثل في الدفن او الحرق او التصدير للدول والمناطق غير المحمية، وما يخلفه من مركبات كيميائية خطيرة على الطبيعة والكائنات الحية، ونوه بأن تدوير المنتجات الالكترونية امر في غاية الخطورة نظراً الى تنوع وتعدد المواد الكثيرة المتداخلة في تصنيعها، بالاضافة لعدم وجود بنية تحتية. واضاف ان عدم توفر البحث العلمي المرافق لهذه الصناعة ستنجم عنه آثار سالبة على الطبيعة، وأشار الى ان منظمته قد وقعت على مذكرة تفاهم مع المجلس الاعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم، ونصت المذكرة على ان تقوم المنظمة بمساعدة الولاية في كيفية التخلص السليم من النفايات الالكترونية واعادة تدويرها.
تنسيق مشترك
ومن جانبه اجتمع رئيس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم اللواء عمر نمر بالإدارة العامة لنيابة حماية المستهلك، برئيس نيابة المستهلك مولانا ماجدة الطاهر، ومدير مباحث حماية المستهلك العميد أحمد عثمان، وتم بحث التعاون المشترك في ضوء قانون البيئة الجديد الذي تمت اجازتة أخيراً، وتم الاتفاق على تكوين مجلس تنسيقي يضم تيماً فنياً من الاختصاصيين والإداريين من كل الجهات ذات الصلة، بالاضافة الى التيم الأمني من شرطة بيئية ومباحث وامن لضمان انفاذ القانون بشكل إيجابي، ويذكر ان نيابة المستهلك ستسهم في مؤتمر البيئة الاول القادم بتقديم الورقة القانونية حول البيئة.
الموت الصامت
وأكد استشاري امراض الأورام لـ «الإنتباهة» ان النفايات الالكترونية والكهربية احد اخطر مسببات مرض سرطان الجلد، لكن تتم الاصابة بعد اعوام وبتراكم التعرض لها، ولفت الى ان مرض السرطان انتشر اكثر من الاعوام الماضية، موضحاً انه في تزايد، واضاف أنه لا بد من محاربة كافة المهددات والمسببات لهذا المرض, وتابع قائلاً: ليس الالكترونية فحسب وانما كثير من الاسباب تمر على الانسان يومياً لاسيما دخان عوادم السيارات في الطرقات العامة، كما ان المستشفيات تكدست بمرضى السرطان ومنهم من يعجز عن العلاج، ولا شك انه من اخطر الامراض، ويعتبر الموت الصامت نسبة لأن اكتشاف المرض يصعب في المرحلة الاولى لعدم وجود اعراض والم في اوله، لكن عندما يستفحل الأمر يستغرق العلاج فترة طويلة وبنسبة كبيرة، ولا يتلاشى المرض نهائياً عن الجسم.
رحلات علمية
على المدى الطويل تجري كليات الطب رحلات علمية لطلابها وطالبتها حول الولايات، لدراسة الحالات المختلفة للأمراض وتحديد ما يعانيه المواطنون، وأفادت معلومات تحصلت عليها «الإنتباهة» بأن عدداً من طالبات كلية الطب بجامعة الاحفاد قمن برحلة علمية لأحدى المناطق بالولايات، واكتشفن تأزم الوضع الصحي في المنطقة، وانتشار مرض السرطان، بالاضافة الى تفاقم اعداد حالات الاجهاض، وارجع سكان المنطقة والجهات القائمة على الأمر انتشار الامراض الى وجود نفايات الكترونية مدفونة في صحراء متاخمة لمنطقتهم، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لمحاربة مثل هذه التصرفات التي تعتبر حرباً خفية لتدمير المواطنين والبلاد.
معالجات خاصة
وقال مدير إدارة الخدمات بوزارة الاتصالات مصطفى عبد الحفيظ لـ «الإنتباهة» إن التخلص من النفايات الالكترونية ليس بالأمر السهل ويحتاج الى معالجات خاصة، الأمر الذي دعا وزارة الاتصالات إلى أن تشرع في ضبط لائحة تراخيص إعادة تدوير النفايات، بجانب ضبط الاستيراد للأجهزة والحد من دخول أجهزة مستعملة، وقال: لا شك ان النفايات الالكترونية تشكل خطراً وضرراً كبيراً على البيئة وصحة الإنسان، لافتاً الى أن الأمر يحتاج إلى تدبير وسيطرة كاملة.
نجلاء عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق