لا
أدعي علاقة خاصة بالسيد محمد خير الزبير الخبير الاقتصادي المعروف الذي تنقل في
العديد من الوظائف القيادية في القطاع الاقتصادي في أزمان مختلفة.. وظل طوال
وجوده هنا أو هناك نموذجا للمسؤول المشغول بالهم العام.. الموظف الباذل وقته
للمنصب العام.. لا الموظِف ذلك المنصب لمصالحه أو لحاشيته أو لذويه.. لذا لم يكن
غريبا أن يكون الزبير محل ترحيب أينما حل.. ومحل حسرة متى ما رحل..
قبل أسابيع كنت ضيفا على قناتي المفضلة (النيل الأزرق) حين سألوني عن رأيي في أوجه صرف إيرادات الذهب.. فلم أتردد في القول إنه لا أحد يعلم أين ذهبت أو تذهب إيرادات الذهب.. وبعد أقل من ثلاث ساعات من إنتهاء البرنامج كنت ضيفا على مأدبة عشاء يقيمها وزير الاستثمار لسفراء السودان بالخارج.. حين سمعت صوتا هادئا يناديني.. إنه السيد محمد خير الزبير.. طلب إليّ في ود شديد أن أجلس فجلست.. قال لي لن أطيل عليك.. لقد تابعت حديثك قبل قليل في النيل الأزرق وأنت تشكك في أوجه صرف عائد الذهب.. وعلى الفور شعرت بحرج بالغ حين تذكرت أن الفترة التي تحدثت عنها كانت هي ذات الفترة التي كان فيها الزبير محافظا للبنك المركزي.. والرجل محل احترامي وتقديري.. فحاولت أن أخفف الأمر.. غير أنه وبذات التهذيب طلب مني أن أسمع ما سيقوله فقط.. لم يحتج.. ولم ينفعل.. ولم يغضب.. بل قال بهدوء شديد.. تدفقت علينا إيرادات الذهب في ذات الوقت الذي توقفت فيه إيرادات نفط الجنوب.. فكانت عائدات الذهب هي التي غطت جل التزامات الدولة.. إن لم يكن كلها.. الاستراتيجية منها والخدمية وغيرها..! وختم حديثه شاكرا لي حسن استماعي.. بقوله.. لم يكن لنا مورد آخر..!
ولم يكن أمامي غير أن أشكر الرجل مع وعد بأن أصحح ما ارتكبته من خطأ.. وها أنذا أفعل للمرة الثانية.. بعد أن نقلت لمشاهدي النيل الأزرق توضيحات الزبير في الحلقة التالية من برنامج "بعد الطبع"
أما تكراري للواقعة اليوم.. فسببه ما أوردته صحيفة (الجريدة) من خبر لندوة تحدث فيها الخبير الاقتصادي محمد خير الزبير مطالبا (بحلول سياسية للمقاطعة الاقتصادية المفروضة على السودان، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن المقاطعة سياسية وليست اقتصادية، وشدد على ضرورة تحسين السياسات الداخلية والخارجية).
وقال الزبير خلال ندوة "آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان" بالمركز العالمي للدراسات الأفريقية أمس، إن البلاد أمام معضلة كبيرة ولها أثر على الاقتصاد السوداني وهي تؤثر سلباً، وأضاف أن العقوبات متواصلة ومتطورة بشدة وأن أولي خطوات مواجهة العقوبات هي إدارة الحكم وإيقاف الحرب وتحقيق السلام بين القوي السياسية، وزاد: (هذه مسؤولية السياسيين بالبلاد).
وتابع أن خروج البترول أثر على الاقتصاد، وأشار إلى أن البلاد فقدت 40% من إيرادات الحكومة بعد انفصال الجنوب و85% من الصادرات.)
إذن.. بالنسبة لي تكتسب هذه المطالب قيمة إضافية لأنها تأتي أولا من شخص كان داخل هذه المنظومة يعلم كل تفاصيلها وتقاطعاتها.. وثانيا لأنها تأتي من خبير له تجربته وخبرته.. وليت السياسيين يدركون ولو لمرة واحدة.. أن جل المصائب إنما تخرج من تحت رؤوسهم.. وأن كل القطاعات الأخرى إنما تدفع ثمن إخفاقات الساسة لا غير.. فهل يعترف الساسة؟ ليتهم يفعلون.. إذن لأراحوا البلاد والعباد
قبل أسابيع كنت ضيفا على قناتي المفضلة (النيل الأزرق) حين سألوني عن رأيي في أوجه صرف إيرادات الذهب.. فلم أتردد في القول إنه لا أحد يعلم أين ذهبت أو تذهب إيرادات الذهب.. وبعد أقل من ثلاث ساعات من إنتهاء البرنامج كنت ضيفا على مأدبة عشاء يقيمها وزير الاستثمار لسفراء السودان بالخارج.. حين سمعت صوتا هادئا يناديني.. إنه السيد محمد خير الزبير.. طلب إليّ في ود شديد أن أجلس فجلست.. قال لي لن أطيل عليك.. لقد تابعت حديثك قبل قليل في النيل الأزرق وأنت تشكك في أوجه صرف عائد الذهب.. وعلى الفور شعرت بحرج بالغ حين تذكرت أن الفترة التي تحدثت عنها كانت هي ذات الفترة التي كان فيها الزبير محافظا للبنك المركزي.. والرجل محل احترامي وتقديري.. فحاولت أن أخفف الأمر.. غير أنه وبذات التهذيب طلب مني أن أسمع ما سيقوله فقط.. لم يحتج.. ولم ينفعل.. ولم يغضب.. بل قال بهدوء شديد.. تدفقت علينا إيرادات الذهب في ذات الوقت الذي توقفت فيه إيرادات نفط الجنوب.. فكانت عائدات الذهب هي التي غطت جل التزامات الدولة.. إن لم يكن كلها.. الاستراتيجية منها والخدمية وغيرها..! وختم حديثه شاكرا لي حسن استماعي.. بقوله.. لم يكن لنا مورد آخر..!
ولم يكن أمامي غير أن أشكر الرجل مع وعد بأن أصحح ما ارتكبته من خطأ.. وها أنذا أفعل للمرة الثانية.. بعد أن نقلت لمشاهدي النيل الأزرق توضيحات الزبير في الحلقة التالية من برنامج "بعد الطبع"
أما تكراري للواقعة اليوم.. فسببه ما أوردته صحيفة (الجريدة) من خبر لندوة تحدث فيها الخبير الاقتصادي محمد خير الزبير مطالبا (بحلول سياسية للمقاطعة الاقتصادية المفروضة على السودان، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن المقاطعة سياسية وليست اقتصادية، وشدد على ضرورة تحسين السياسات الداخلية والخارجية).
وقال الزبير خلال ندوة "آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان" بالمركز العالمي للدراسات الأفريقية أمس، إن البلاد أمام معضلة كبيرة ولها أثر على الاقتصاد السوداني وهي تؤثر سلباً، وأضاف أن العقوبات متواصلة ومتطورة بشدة وأن أولي خطوات مواجهة العقوبات هي إدارة الحكم وإيقاف الحرب وتحقيق السلام بين القوي السياسية، وزاد: (هذه مسؤولية السياسيين بالبلاد).
وتابع أن خروج البترول أثر على الاقتصاد، وأشار إلى أن البلاد فقدت 40% من إيرادات الحكومة بعد انفصال الجنوب و85% من الصادرات.)
إذن.. بالنسبة لي تكتسب هذه المطالب قيمة إضافية لأنها تأتي أولا من شخص كان داخل هذه المنظومة يعلم كل تفاصيلها وتقاطعاتها.. وثانيا لأنها تأتي من خبير له تجربته وخبرته.. وليت السياسيين يدركون ولو لمرة واحدة.. أن جل المصائب إنما تخرج من تحت رؤوسهم.. وأن كل القطاعات الأخرى إنما تدفع ثمن إخفاقات الساسة لا غير.. فهل يعترف الساسة؟ ليتهم يفعلون.. إذن لأراحوا البلاد والعباد
محمد
لطيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق