على الرغم من تدفق بعض الاستثمارات
العربية والأجنبية ولكنها لم تكن قدر الطموح خاصة وأن السودان فتح الباب على
مصراعيه لكل من يريد الاستثمار في السودان.. ولكن لا ندري لماذا فشل المستثمرون إن
كانوا سودانيين أو أجانب في عملية الاستثمار، وهل القوانين الموجودة كبلت
المستثمرين أم أن القائمين على أمر الاستثمار من موظفين وغيرهم ساهموا في هجر
المستثمرين وذهابهم إلى دولة أخرى. بالتأكيد هناك مآخذ لم يفصح عنها المستثمرون
بصورة واضحة عن تركهم البلاد إلى دول مجاورة، أحد المستثمرين والذي جاء إلى
السودان برغبة جامحة لاستثمار أمواله، إلا أنه وجد قيوداً كثيرة جعلته ينأى بنفسه،
وواحد من المستثمرين قال من يريد الاستثمار في السودان عليه احتمال ثلاثة أشياء، أولها
أن يكون له صبر قدر صبر "أيوب"، وأن يكون له مال مثل مال "قارون"، وعمر مثل عمر سيدنا "نوح". ويبدو أن هذا المستثمر نفذ
صبره أمام المطالبات المتعددة من ضرائب متواصلة ومن مطالب الموظفين هنا وهناك،
والجمارك التي يعاني منها أي مواطن يريد أن يدخل سيارات أو آليات أو جرارات بغرض
العمل الاستثماري، هذا بالإضافة أمش وتعال بكرة تجيء بكرة تجد الموظف عنده بكاء يجيء
الموظف يقولوا ليك الختم مافي والخزنة قفلت، وكثير من الحجج الواهية التي تكره
المستثمر، وأخيراً يأخذ أمواله ويذهب بها إلى دولة أخرى.. أما الذين أعطاهم المولى
صبر "أيوب" وبدأوا عملية الاستثمار تبقى عملية كيف يخرج عملته الصعبة
إلى الخارج، فالدولة ليس لها دولار لتمنحه لأولئك المستثمرين، فإما أن يأخذوا
المال بالعملة المحلية أو ابتداع حيلة أخرى بأخذ أمواله من الخارج وإعطائها
بالعملة المحلية لمن هم بالداخل، وهذه كثيرة جداً.. فالآن هناك تجار عملة بالخارج
خاصة الدول العربية يشترون منك الدولار وبسعر السوق في السودان ويعطى الشخص العملة
المحلية بالداخل، ولذلك إذا لم تتخذ الدولة سياسة جادة في استقطاب أموال
المستثمرين الأجانب والسودانيين ستجد من تبقى من مستثمرين قريباً وقد حملوا
أموالهم إن بقيت لهم أموال، وذهبوا بها إلى الدول المجاورة التي تمنح شهادة
للمستثمر خلال ساعات قليلة وخلال نافذة واحدة.
لدينا أرض واسعة ولدينا عقول ولكن المشكلة أننا نطرد المستثمرين بسياساتنا الاستنزافية لهم بكثرة نوافذ الدفع والأطماع الشخصية من الموظفين الذين يفكرون في أنفسهم أولاً قبل الوطن، فإذا صدرت أوامر تتيح للمستثمر التبليغ عن أي شخص يعمل على تعقيد أموره بإقالته فوراً.. فإننا سنضمن رؤوس أموال كثيرة ستعود لاستثمارها بالداخل.
لدينا أرض واسعة ولدينا عقول ولكن المشكلة أننا نطرد المستثمرين بسياساتنا الاستنزافية لهم بكثرة نوافذ الدفع والأطماع الشخصية من الموظفين الذين يفكرون في أنفسهم أولاً قبل الوطن، فإذا صدرت أوامر تتيح للمستثمر التبليغ عن أي شخص يعمل على تعقيد أموره بإقالته فوراً.. فإننا سنضمن رؤوس أموال كثيرة ستعود لاستثمارها بالداخل.
صلاح حبيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق