الأحد، 4 سبتمبر 2016

رأس المال الفكري والاقتصاد المعرفي




أدت التحولات في البيئة الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية إلى زيادة حدة المنافسة بين المنظمات على كافة المستويات، فالامتياز والتنافس سواء بين الدول أو المنظمات انتقل من المورد المادي إلى المورد المعرفي، فأصبحت بذلك المعرفة هي القوة التي لاحدود لها والتي تنضب بعد أن كانت مجرد إضافة لقوة الموارد الأخرى، كما اتسم اقتصاد المعرفة بالتعقيد والديناميكية، وأصبحت المعرفة مورداً استراتيجياً يتنامى بشكل تراكمي ويؤثر بشكل كبير على المركز التنافسي للمنظمة هذا التنافس يزداد حدة في ظل المؤسسات الخدمية وخاصة شركات التأمين وذلك لحاجة هذه الشركات إلى المزيد من عملية التغيير والإبداع والابتكار والتجديد في منتجاتها الخدمية حتى تواكب التحولات الكبيرة في البيئة الاقتصادية .
 لقد أصبح رأس المال الفكري في ظل الاقتصاد التنافسي هو رأس المال الحقيقي للمنظمات والشركات، هل تعلم أن رأس مال شركة مايكروسفت 115 بليون دولار و أن نسبة رأس المال الفكري فيها 90% ويعد الاهتمام برأس المال الفكري أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية وذلك بسبب الحاجة الملحة إلى تنظيم كل من الابتكار والإبداع والعمل المعرفي تنظيماً منهجياً، حيث يركز رأس المال الفكري على الطاقات الابتكارية والإبداعية الموجودة عند العاملين في المنظمة وكيفية اكتشافها واستثمارها والمحافظة عليها باعتبار أن المنظمات المعاصرة تنظر إلى مواردها البشرية على أنها أغلى الموارد وأكثر الأصول قيمة، لقد بدأ استخدام مصطلح رأس المال الفكري بشكل صريح في الكتابات المحاسبية والإدارية في عقد التسعينيات فقط من القرن الماضي.
ويرى الاتحاد الدولي للمحاسبين ( IFAC, 1998) أن مصطلح رأس المال الفكري عادة ما يستخدم بالترادف مع كل من الملكية الفكرية والأصول الفكرية المعرفية, كما يمكن أن ينظر له كمخزون كلي لرأس المال أو الحقوق المبنية على المعرفة والتي تمتلكها المنشأة, ويمثل أيضاً الناتج النهائي لعملية تحويل المعرفة أو المعرفة ذاتها والتي تتحول إلى ملكية أو أصول فكرية للمنشأة، وفي هذا الصدد يعرف معهد المحاسبين الإداريين بكندا( CIMA, 2003) الأصول الفكرية بأنها "البنود المبنية على المعرفة والتي تمتلكها المنشأة, وسوف تحقق لها تياراً مستقبلياً من المنافع, وتشتمل على القدرات التكنولوجية والابتكارية والخبرات الإدارية والاستشارية". يمكن النظر إلى رأس المال الفكري على أنه المعرفة التنظيمية وكذلك صناعة المعرفة، القدرة على تطبيق المهارات في أصعب الحالات، المعرفة المكتسبة من خلال التدريب والخبرة، النظام المستخدم لفهم الحالات والتأثيرات، المعرفة متمثلة في كيفية إدارة الأعمال، المعرفة المستخدمة لتجنب المآزق، المعرفة متمثلة في كيفية إيجاد المعلومات وكيفية الحصول عليها أخيرا انتهى عصر رأس المال المادي الذي يعتمد على الطاقة الكامنة في الأصول بشقيها الأصول الثابتة كالآلات والمعدات والعربات والأراضي والعقارات والأصول السائلة كالنقدية والاستثمارات و أصبح الآن بالإمكان الاعتماد على المعرفة الكامنة في عقول الموظفين لإنشاء أكبر المؤسسات الاقتصادية التي تنافس في السوق الاقتصادي الحر وليس هناك دليل أكبر من شركة مايكروسفت العالمية
علي حمد السيد حمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وزير المالية السوداني يتوجه لواشنطن

توجه وزير المالية، د. إبراهيم أحمد البدوي، إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لمجلس محاف...