رشح في
اخبار لقاء الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي ان ثمة اتفاق قد تم بينهما بعدم
اثارة موضوع النزاع بين بلديهما حول مثلث حلايب السوداني وذلك تجنبا للخلافات بين
البلدين حتى لا تتفاقم بسبب الخلاف حوله حيث اتفقا كاولوية على تمتين العلاقات بين
مصر والسودان والعمل وفق اطر تنفيذية وهيكلية لرؤى تكاملية بما في ذلك التنسيق على
كافة المستويات السياسة والبرلمانية والشعبية وحتى اكون موضوعيا في تحليلى فانى
اشيد اولا بهذا المنهج العاقل والمتحضر في تعاطي القضايا الخلافية بين السودان
ومصر اذا ان ما يجمع بين بلدينا وشعبينا اكثر مما يفرقهما وليس من المصلحة ان تكون
قضية واحدة كمثلث حلايب او حتى اخرى مثل سد النهضة او رؤى سياسية مختلفة داخلية او
اقليمية او دولية عقبات امام افضل علاقات في وادي النيل فالخلافات في الرؤي
والمصالح امور طبيعية قد تنشا داخل الاسرة الواحدة بين الابناء والوالدين او بين
الزوج والزوجة او حتى بن الابناء فهل اذا حدث مثل هذا يكون الفراق والطلاق هو الحل
ام الاوفق هو محاولة ايجاد وسائل حكيمة وذكية لحلول افضل من تماسك الاسرة ؟
هذا
بالضبط ما ينبغي ان يكون بين شعبي وادي النيل لسبب بسيط ان الانظمة تتغير والحكام
يذهبون ولكن الشعب هو الباقي ما بقيت السماوات والارض الي ان يرث الله الارض وما
عليها وحينها لن يسالنا الله الا فرادى .. اذن في تقديرى ان افضل ما يمكن ان يحدث
هو ان نحول تلك العبارات العاطفية حول الرؤية التكاملية التي اتفق عليها الرئيسان
الي واقع ملموس بدلا عن الالتفاف حول القضايا والادعاء باننا لا نريد اثارة
المشاكل حول مثلث حلايب لمجرد الدعاية السياسية والاعلامية المؤقتة التي تنتهي
بانتهاء مراسم اللقاءات الدورية ، الحل العملي الطي يؤكد صدقية وجدية ما قيل واتفق
عليه الرئيسان هو ان يتحول مثلث حلايب الي منطقة تكامل حقيقية تدار بادارة مشتركة
ويكون بمثابة انبوبة اختبار حقيقة للتكامل وتحقيق المصالح المشتركة وتفويت اي فرصة
للفتن والصراع بين البلدين الشقيقين ، هذا ما ظللت اعتقده منذ ان اثيرت مشكلة
حلايب ودعونا من نقل خلافاتنا الي المحكمة الدولية يقدم السودان شكواه وتعرض مصر
وترفض ان تذهب للمحكمة ، اقول ذلك لان شعبي وادي النيل شبعا من عبارات ولقاءات
المجاملة كلما التقي المسئولين في البلدين ولم يعد يصدق ما مضي احاديث عن التكامل
وكثير عبارات عن العلاقة الطيبة منذ ان اطلق الرئيس عبود في بيانه الاول عبارته
الشهيرة حول معالجة وتجاوز ما اطلق عليه الجفوة المفتعلة ببين السودان ومصر ، ثم
ما وقع من تكامل مؤقت بين النميري والسادات لدرجة سغر المواطنين بين السودان ومصر
بالبطاقات وليس بالجوازات كما حدثت علاقات علي المستوي التشريعي باقامة برلمان
وادي النيل وقامت مؤسسات شعبية ولكن للاسف فشلت حين حلت العواطف والشعارات محل
العقول والتعاطي العلمي والجدية مثلما حلت المراهقة السياسية والخلافات الشخصية
بين الحكام مكان النضج السياسي ، فهل ياتري يحدث نفس الشئ ويكون ما قيل واتفق عليه
في اديس ابابا قبل يومين مجرد مجاملات او ربما هناك اجندة خفية يضمرها كل طرف لا
نعلمها وكاننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا ..
محجوب
عروة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق