شهدت الفترة الماضية تطورا ملحوظا لعلاقات السودان مع
دول الجوار ، رغم بعض الظلال وفق متابعات المراقبون ، وتقدما ايجابيا قد شهدته
علاقات بلادنا مع الدول اياها حيث حميمية العلاقة فيما بينهما ، على ذلك كان باديا
عبر التواصل الشعبي بين دول الجوار ، وبالرجوع الي اوراق السياسة الخارجية للسودان
في تسعينات القرن المنصرم كانت قد شهدت توترا كبيرا مع العديد من الدول المجاورة
ان لم نقل جلها ، وهذا انعكس سلبا على السياسية الداخلية مما جعل المعارضة تستغل
تلك الوضعية وتلعب عليها ، غير انه بفضل السياسية الرشيدة للخارجية السودانية
مثلما قال بعض المراقبين في محافل عديدة فالخارجية بفضل مجهوداتها تلك استطاعت ان تغلب الطاولة على المعارضة ،
وتجعل من علاقاتها تمضي بخطي حثيثة كان لها الايجابية الملموسة في خارطة الدولة
للسياسة الخارجية ، وعلى ضوئها استطاعت ان تهزم كل الظروف وتذهب بالسودان الي مصاف
بعيدة مهما اثر ذلك في تبيض الصورة الذهنية في وجه بعض من المجتمع الدولي .
الانظمة
بالرجوع الي تاريخ العلاقات الخارجية السودانية الي
الوراء قليلا نجد ان تازمها كان سببا في تعقيد الوضع الاقتصادي وفق رؤية قراءة
مراقبون للاقتصاد السياسي ، وكانت علاقة السودان مع دول الجوار الشرقي كان فيها
الكثير والمثير منها ما كان مسكوتا عنه واخرى غير ذلك ، وطالب مراقبون ان السودان
يجب ان تكون السياسية القادمة للسودان يجب ان ترتكز على علاقات دول الجوار اكثر من
غيرها وان ذلك يصب في مصلحة البلاد اكثر من التي اتجهت عليها ، في اشارة منهم توجه
السودان في تحسين علاقته مع دول الخليج العربي وبعضا من دول الغرب ، في الوقت الذي
نادو بضرورة تحسين العلاقة مع دول الجوار نسبة الى ما تقتضيه المرحلة المقبلة ،
ليست على النطاق الخارجي فحسب بل حتى على مستوي الداخل تقتضي الاهمية ان تحسن
العلاقة وذلك مع القوى السياسية المعارضة متابعون للمشهد السياسي باستحالة وصول
علاقة السودان مع دول الجوار الي افضل حال مستندين في ذلك على ان الانظمة الحاكمة
لتلك الدول لن تستطيع ان تجعلها تمضي وفق التي يصبو اليها السودان ، لما تعيشه تلك
البلدان مع نزاعات داخلية تجبرها الي تعكير صفو العلاقة .
الجوار
ومن خلاله افادته لـ الاهرام اليوم استبعد هو الاخر
استاذ المحلل السياسي الدكتور محمد خليل الصائم تطوير علاقات السودان مع دول
الجوار مستندا في ذلك على الوضع السياسي الراهن للبلاد فضلا عن السياسات لتلك
الدول والنزاعات المتواترة وضرب الصائم مثالا بدولة اثيوبيا الجارة للسودان بل
اقرب دول الجوار في العديد من الجوانب ، مبرهنا حديث ذلك بما تشهده تلك الدول من
حروبات ونزاعات تكاد تفجر ثورة حادة بتلك البلدان ، واضاف لازالت دول الجوار تعاني
من حروب داخلية وصراعات كدولة اثيوبيا ، لافتا الي الصراعات الدائرة بين دولتي مصر
واثيوبيا حول سد النهضة اكبر خطر يهدد علاقات السودان مع دول الجوار ، في اشارة
منه الي ان قضية سد النهضةو تدخل السودان في قضية اي انه لا يستطيع ارضاء الاخر ،
رغم حيادية موقفه ، واضاف قائلا نزاعات دولة جنوب ايضا هي الاخري ستعيق من الذي
يريد تحسينه السودان مع دول الجوار والملفات الكثيرة التي يجب ان تحسم وكيف انها
تعمقت جذورها ، وزاد من المفترض هنالك اشياء تراعي في مصلحة البلدين ، واضاف لا
يوجد خلاف حول تحسين العلاقة بينهما .
الداخل
وكان وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور عن مساع
تقودها وزارته في حلحلة مشكلات البلاد من تلك الدول ، ولفت غندور الي ان المشهد
الاقليمي يمر بجملة من المتغيرات تتطلب القراءة المتانبية ، هذا يدلل على ان
السودان سيقود حملة قوية في مصالحة كل دول الاقليم ، غير ان المحلل السياسي محمد
خليل الصائم صوب نقدا لاذعا للحكومة حينما قال السودان لا يملك قوة كافية سواء كان
امنية او اقتصادية تحد من ما تعانيه دول الجوار ، الرجل مضي الي ابعد من ذلك حينما
قال ان ذلك يؤثر على السودان ، داعيا في الاثناء باعادة صياغة السياسية الداخلية
للسودان قبل الذهاب الي دول الجوار ومصافحتها ، مطالبا بضرورة تحسين الوضع الداخلي
للبلاد ما يخص القوي السياسية ، وعلق في ذلك الصدد بقوله يجب ان نرتب البيت من
الداخل ومن ثم نتوجه الي دول الجوار ، ومضي بالقول ان لم نستطيع ان نعالج قضايانا
الداخلية لن نستطيع مصالحة دول الجوار .
غير انه امتدح ما ذهب اليه وزير خارجية السودان ابراهيم
غندور وخطته في تحسين علاقة دولته بدول الجوار .
حيدر ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق