معضلات وتعقيدات يواجهها
راهن العمل الصحفي من مشكلات اقتصادية تعترض صناعة الصحافة ، كل هذا ادى الي خروج العديد
من الصحف من سوق المنافسة وترك بعضا منها يعاني مصير التوقف الحتمي ، في ظل منافسة
قوية من الاعلام الالكتروني الذي اصبح ضاغطا علي راهن الصحافة الورقية اليوم .
باحثون وخبراء مختصون
ومهتمون تناولوا واقع الصحافة في المنتدى الذي نظمتة دائرة الشباب الاتحادية بحركة
الاصلاح الآن عن راهن الصحف ما بين الحريات وواقع الممارسة العملية .
نظرة آنية :
وابتدر المنتدى دكتور
ابراهيم الصديق على رئيس تحرير الصحافة وقال ان قضايا الصحف لابد ان تتم معالجتها ضمن
منظور شامل وفق البيئة العامة وذلك لارتباطها بالوضع الاجتماعي والثقافي والاقتصادى
ولا يمكن مناقشة قضاياها بمعزل عن القضايا السياسية ووفق التطورات العالمية وتحدياتها
وتأثيرها على الواقع السودانى. واضاف ان الاتجاه اصبح نحو الصحافة الاكترونية لذا لا
بد من النظرة الكلية للصحافة والمتغيرات التي حدثت لها ومعالجة ذلك وفقا للمتغيرات
الحالية ابتداء من تغيير مفهوم الصحافة لانه لا بد من تحديد المعنى لمفهوم الصحافة
وتأثير تدفق المعلومات كبيئة ، حيث ان بعض التعريفات تقول ان الصحفي اصبح مجرد معالج
تقني للأخبار وتطور المفهوم بتطور تدفق المعلومات وهذه المتغيرات حتما تؤثر علي المفاهيم
وعلي تعريفات القوانين .
الجيل الجديد :
و اضاف دكتور ابراهيم
انه خلال العشر سنوات الماضية توقفت اكثر من 40 صحيفة سودانية وتساءل عن مصير المنتسبين
الي تلك المؤسسات الصحفية من صحفيين اصحاب خبرات وكفاءات وتجارب غنية، وقبل ذلك نتساءل
هل اسباب التوقف سياسية ام تبعا للواقع الاقتصادى والتغير التقنى الذى قلل من انتشار
الصحافة الورقية ؟.
و اشار الي التغيير
العام فى المحتوى والاختلاف حول رسالة الصحافة والسؤال القديم هل يجب ان تمنح الصحف
ما يحتاجه القارئ؟ ام ما يريده القارئ ؟ وقال ان المدارس مختلفة بين هذه الرؤية وهذه
، بين النظر الى بناء الاجندة وتحقيق الرؤية الكلية وبين اثارة الانتباه ، لقد تم التركيز
علي الآليات وغاب المحتوى ، خاصة في ظل ظهور جيل جديد بمفاهيم جديدة تتناول قضايا الشارع .
صعوبة الدمج :
وقطع الدكتور ابراهيم
الصديق بصعوبة دمج الصحف وتجميعها في مؤسسات صحفية ، واصفا العملية بالمعقدة نتيجة
ارتباط الصحف بالملكيات الخاصة وتقاطعات العلاقات . واشار الي ان المعالجات التي يمكن
ان تكون للوضع الحالي للإعلام والصحف في اعادة النظر الي الاعلام كصناعة تحتاج الي
تأسيس بنية تحتية تقوم عليها مؤسسات ضخمة تضمن استمرارية المؤسسات الصحفية واستمرارية
العمل والاستقرار للصحفيين.
قياسات مهمة :
و اشار الصديق الي
ان تقارير مجلس الصحافة تمثل معدلات القراءة لجانب واحد من تأثيرات الصحف مع غياب دراسة
قياسات المواقع الالكترونية وتداول الصحيفة لاكثر من قارئ . وقال( علي الرغم من تدهور
التوزيع الا ان ذلك لا يعني قلة الانتشار او تراجع تأثير الصحف علي المجتمعات )، واشار
الى ان التدفق الاعلامى اثر على الصحافة السودانية بالانكفاء علي المحلية وتغييب اخبار
العالم المحيط بالبلاد، ضاربا المثل بغياب القضية الفلسطينية ومتابعة مجريات الاحداث
في سوريا بعد ان اكتفت الصحف بمتابعة اخبار جنوب السودان. ونوه الي ضرورة استصحاب المتغيرات
التقنية في قانون الصحافة الجديد واعادة تعريفات المصطلحات القديمة ، وقال ان الصحافة
اصبحت تميل الى الاستقصاء وما وراء الاخبار والتفاصيل الصغيرة ،
وقانونيا دعا دكتور
ابراهيم الى اجراء حوار موسع حول المهنة وموضعها وخاصة تعريف الصحافة الالكترونية بما
يوفر الغطاء والبعد القانونى ويحمى حقوق هذه الشريحة من الصحفيين ، مع توسيع نشاط الصحف
السودانية فى الشبكة بما يعطى بعدا جديدا للقراء ويوفر مادة محتوى للسودانيين بالخارج
وللرأي العام العربي والعالمي.
أزمة صحافة الورق :
وقال الخبير الاعلامي
الدكتور ابو بكر يوسف ابراهيم ان الصحافة الورقية تعيش ازمة عميقة جدا في ظل السباق
المحلي والعالمي وسط بيئة التواصل الجديدة وتقنيات الاتصالات ، واضاف مستدركا علي الرغم
من هذه الازمة الا ان ذلك لا يعني نهايتها .
الحرية المسؤولة :
وقال ان الصحافة جزء
من مجتمع سياسي اجتماعي اقتصادي تواجهها تعقيدات مشكلات تنادي بحرية الصحافة وهي من
ضمن الحقوق المكفولة دستوريا ولا توجد حرية مطلقة حتى في اعظم الديمقراطيات .هي حرية
مسؤولة يمليها الضمير المهني ، واشار الي ان عالم الصحف علي النطاق العالمي يعيش ازمات
حادة في التمويل والاعلانات وان توزيع الصحف في تراجع مستمر . وفي السودان تتوالد الصحف
باستمرار في حين انها لو اندمجت في مؤسسة ضخمة لانخفضت تكلفة الصناعة .
الصحافة الشعبية والانترنت :
و اضاف دكتور ابو بكر
انه مع التطورات ظهرت الصحافة الشعبية وصحافة الانترنت الشامل لمواقع الصحف الكترونية
، وظهرت العديد من الصحف الالكترونية التي تصدر من خارج السودان وتجد نسبة مشاهدة عالية
لا تحدها قيود تتمتع بحرية كاملة .
وقال ان التطورات الحديثة
في عالم التكنلوجيا نتج عنها ظهور الصحفي المواطن الذي يأتي بالاخبار التي تهم حياته
اليومية وقد لا تجد مكانها في النشر الرسمي الا انها تنتشر في وسائل الاعلام الالكترونية
وبلا محاذير .
خروج الصحفيين من سوق
العمل :
واكد الامين العام
لاتحاد الصحفيين صلاح عمر الشيخ علي وجود جملة من المهددات الحقيقية التي تؤثر علي
الصحافة قائلا ان الزيادات الاخيرة ستؤدي الي ارتفاع في تكلفة الطباعة ما قد يدفع المؤسسات
الصحفية الي تقليل عدد المنسوبين اليها من الصحفيين وخروج عدد منهم عن سوق العمل الصحفي.
معاناة التوزيع :
واضاف ان الصحافة في
وضعها الراهن تعاني من التوزيع ولكن هناك مشاكل في طريقة توزيع الصحف لان التوزيع لا
يتخذ الطريق السليم ، الا ان الصحف وعلي الرغم من كل ذلك لا زالت تقرأ ولا زال تأثيرها
قائما وظهور الاعلام الجديد انما يؤثر في مهنيتها وطريقتها ولا علاقة له باستمراريتها .
تهاني عثمان
تهاني عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق