عدد من
الصحف نشرت أمس خبراً دعت فيه القاهرة الخرطوم رفع كافة القيود على الصادرات
الزراعية المصرية و إعادة النظر في السلع السلبية .
الحكومة
حظرت إستيراد جميع الخضر و الفاكهة و الأسماك من مصر منذ سبتمبر االعام الماضي بعد
بث و نشر تقارير تشير إلى إتهام المنتجات المصرية بالتسبب في مشكلات صحية.
أحد هذة
التقارير صدر من أمريكا و قدم مفاجأة مذهلة عندما أكد أن بعض منتجات مصر الزراعية
تضاف إليها مواد تستخدم في دفن الموتى و تصدر كخضروات مجمدة الأمر الذي يجعلها
سبباً رئيسياً في الإصابة بمرض الكبد الوبائي .
و كشف
وزارة الزراعة الأمريكية عن تحاليل مخبرية فحصت منتجات زراعية تمت سقايتها بمياه
المجاري ، و ظهرت بقايا لفضلات آدمية و حيوانية على العديد من المواد الغذائية
التي تصدرها القاهرة .
§ الحكومة
الروسية فرضت قيوداً صارمة على إستيراد المنتجات المصرية بحجة أن بها مخاطر عالة
على الصحة النباتية ؟، و قامت بتعليق و
أرادت الحمضيات من مصر لإنتهاكها للقانون الروسي و الدولي .
أكثر من
قناه مصرية بثت تقارير ميدانية أثبتت فيها بالصوت و الصورة أم مجموعة لا يستهان
بها من المزارعين يستخدمون مياه الصرف الصحي لري أراضيهم ، و هو أمر أكده لي
القارئ ( قسم الله محمد علي ) بإرساله ل ( فيديو ( عرضته إحدى القنوات المصرية و
المذيع داخل الحقل يضع كمامة على أنفه تفادياً للروائح الكريهة .
إذن ليس
السودان وحده من إتخذ قرار الحظر ، بل سبقته عدد من الدول الإفريقية و العربية و
الغربية حفاظاً على سلامة مواطنيها من خطر غذائي يتهددهم بسبب التلوث .
نشرت (
الإنتباهة ) في ديسمبر الماضي تقريراً مميزاً حول تأخر البت في نتيجة فحص الفواكه
المصرية بالمعامل الخارجية و إزدياد مخاوف المواطنين من إختراق قرار وزارة التجارة
الخارجية بوقف إستيرادها ، بعد ملاحظتهم لإغراق السوق بالعنب و التفاح و البرتقال
.
بحمد
الله جاءت إجابات التجار مطمئنة بأنهم ملتزمون بقرار وقف الإستيراد من مصر و صاروا
يجلبون الفواكه من سوريا و لبنان و جنوب إفريقيا .
الأمر
المحير هو تأخر نتائج الفحص حتى الأن . ما هي المعوقات التي تعترض إعلان هذه
النتائج و لماذا إستغرق الأمر كل هذه الأشهر ؟ .
أمر آخر
أشار له التقرير و هو إستياء المواطنون من ظاهرة بيع الفواكه على الطرق و عرضها
بطريقة عشوائية لا تتوفر فيها أدنى متطلبات السلامة الغذائية . و هذا ما نأمل أن
تتعامل معه الجهات المختصة بصرامة حتى نضمن جودة غذاءنا الذي حظرنا من أجله
الخضروات و الفواكه التي تروى بمياه الصرف الصحي .
أقول أن
الأنطباع السلبي تجاه المنتجات الزراعية المصرية في ذهنية المستهلك السوداني سيقف
حجر عثره أمام أية محاولة لعودتها مرة أخرى للأسواق ، و لأن المقاطعة ستكون حاضرة
و سيتكبد التجار خسائر فادحة لن يحتملوها طويلاً .
و طالما
أن بإستطاعتنا سد الفجوة بالإستيراد من دول أخرى تغطي حاجتنا لماذا نعود لاستهلاك
منتجات مشبوهة متهمة بحملها لأمراض خطيرة يصعب السيطرة ؟ .
كال عوض
قضايا و أراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق