اكثر من ربع قرن من الزمان ظلت الانقاذ متحكمة
في شؤون البلاد والعباد وهذا ما لم يكن يتوقعه اكثر الناس تفائلا باستمرارها
وسيطرتها على مقاليد الامور طوال هذه السنوات حيث مرت بازمات شديدة التعقيد وظروف
اقتصادية بالغة الخطورة حتى كاد ان يجمع كثير من المحللون على اقتراب نهاية حكم
الاسلاميين ولكن سرعان ما تدخل اسباب وظروف تغلب الموازين لصالح الحزب الحاكم غير
ان كثير من المراقبين يروا ان استمرار النظام في الحكم لاكثر من ربع قرن من الزمان
لم يكن نتيجة لقوته وصموده وتخطيطه السليم وانما نتيجة لقوته وصموده وتخطيطه
السليم وانما نتيجة لضعف المعارضة وتشرزمها وتقسيمها لاحزاب صغيرة لا حيلة و لا قوة لها وفي ذات السياق
يرى مراقبون ان بقاء النظام لاكثر من ربع قرن من الزمان احدث تحولات وتطورات
سياسية كبيرة انقسم بموجبها السودان الي قسمين ويهدد بمزيد من الانقسامات فيما قال
اخرون ان القائمين على ادارة شؤون البلاد يتمتعون بقدر من الذكاء بحيث كلما اقتربت
منه ضائقة هددة النظام شرعوا في الدخول في نهج جديد او اعلنوا سياسات واصلاحات
اقتصاددية للحفاظ على السلطة او للحفاظ على الامن وصيانة الاستقرار الموجود او
شرعوا في تنازلات كبيرة تمكنهم من البقاء في الحكم لاكبر فترة زمنية ممكنة وهذا ما
حدث حسب راي المراقبين في نيفاشا والتي قدموا فيها تنازلات كبيرة ذهب بموجبها جنوب
السودان الى اعلانه كدولة مستقلة ويرى مراقبون ان النظام فعل ذلك لسببين الاول
تثبيت نفسه والثاني ارضاء القوي الغربية الساخطة عليه نجح في الاول لحد ما وفشل في
الثاني فشلا كبيرا وفي ذات السياق يري مراقبون ان النظام ثبت طوال هذه السنوات
لضعف وهوان المعارضة والتي فقد الشعب فيها الثقة وبعض الجماهير ظلت تتهم قوى
المعارضة بتنفيذ الاجندة الاجنبية لذا لا تعيرها اهتمام ولا ترغب في الاستجابة
لندائتها المتكررة والتي كان اخرها الوقفة الاحتجاجية التي نفذها رؤساء احزاب قوي
الاجماع الوطني المعارض امام وزارة العدل تحت العنف الممنهج ضد طلاب دارفور
بالجامعات ولكن هذه الوقفة الاجتجاجية قوبلت بالرفض والتفريق من قبل السلطات وفي
ذات السياق قال صديق عبدالجبار رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوجدودي ان
الوقفة كان اثرها كبيرا وتعد بمقابة رسالة سياسية موجهة الي العالم وللنظام في
الخرطوم واضاف الصديق ان الحراك سيتصاعد في مقبل الايام بقيادة رؤساء الاحزاب
الذين قالوا انهم قرروا خوض المعركة القادمة بانفسهم وفي ذات السياق قال حسن
اسماعيل الوزير في حكومة الخرطوم والذي تحول من خانة اشد المعارضين للحكومة الي
اكثر المؤيدين لها ان المعارضة لن تستطيع ان تفعل شي حتى لو اخذ المؤتمر الوطني
اجازة وذهب الي ماليزيا في تصريح اخر له وهو ينعي قال ان المعارضة لا تستطيع حل
مشكلة كهرباء القصر الجمهوري اذا اتيح لها ان تتقلد منصب الحاكم وفي ظل قادة
المؤتمر الوطني في كل لقائتهم يسخرون من قدرة المعارضة في حشد الجماهير ضدها وفي
ذات السياق يري مراقبون ان المعارضة بقدراتها الحالية ومواقفها المتذبذبة لن
تستطيع ان تفعل شي الا ان هؤلاء انفسهم يروا ان سياسة الحزب الحاكم نجحت في
استمراره في الحكم ولكن ذات السياسات هي كلفت الوطن والمجتمع على اكثر من صعيد
وتبقي الحقيقة ان المؤتمر الوطني بسياساته والمعارضة بمواقفها لا حل امامهم الا
بمراجعة سياساتهم ومواقفهم بفتح صفحة جيدة على اسس اخلاقية جديدة تحفظ الوطن
وتقوده نحو الاستقرار والتنمية .
الحاج الشكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق