نشرت صحيفة " واشنطن بوست " مقالا بتاريخ 26 مايو عن
السودان ، تناولت فيه زيارة الرئيس البشير الى دول اعضاء في محكمة الجنايات
الدولية ، خاصة زيارته الاخيرة الى يوغندا ومهاجمة الرئيس موسفيني للمحكمة ، واشار
المقال الى التعاون بين السودان والاتحاد الاوربي في مجال مكافحة الهجرة غير
الشرعية ، وايضاً تناول المقال عزم الرئيس البشير السفر الى نيويورك للمشاركة في
اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .
اشارت الصحيفة الى ان المحكمة الجنائية الدولية قد اتهمت الرئيس
البشير بكل الجرائم المتوفرة تحت ولايتها وهي – جرائم الحرب – والجرائم ضد
الانسانية والإبادة الجماعية ، وقالت كان من المفترض ان تجعل مثل هذه الاتهامات
الرئيس السوداني مهمش وعرضة للإعتقال ، ولكن بدلاً من ذلك ، فإن الرئيس البشير
اصبح حراً يجوب العالم ويجلس مع رؤساء الدول والحكومات ، وقد زار الرئيس البشير جنوب
افريقيا العام الماضي على الرغم من انها من المؤيدين البارزين للمحكمة الجنائية
الدولية ، واضافت ان الرئيس البشير استطاع إقامة علاقة جيدة ومتينة مع السعودية ،
واصبح السودان من ابرز دول التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن .
كما سافر البشير مؤخرا الى يوغندا من اجل حضور مراسم تنصيب الرئيس
اليوغندي موسفيني بولاية رئاسية جديدة ، وفي مراسم التنصيب شن الرئيس اليوغندي
هجوماً على المحكمة الجنائية مما ادى لخروج ممثلي امريكا ، كندا والاتحاد الاوربي
من مراسم التنصيب كرد فعل على كلمة موسفيني وحضور الرئيس البشير .
واوضحت الصحيفة ان المعلومات الاخيرة تشير الى ان الاتحاد الاوربي
يخطط للدخول في شراكة مع الرئيس البشير لوقف تدفق المهاجرين من شمال افريقيا الى
اوربا ، وقالت ان آخر المفاجأت هو تقديم الرئيس البشير طلب للحصول على تاشيرة دخول
لأمريكا لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لهذا العام .
قالت الصحيفة ان زيارة البشير ليوغندا اثارت جدلاً واسعاً حول
العالم ، حيث ذكر المتحدث بإسم الخارجية الامريكية ، ان الرئيس موسفيني قد سخر من
ضحايا الابادة الجماعية ، وأوضح بعض النقاد ان سفر الرئيس البشير الى يوغندا التي هى عضو في المحكمة الجنائية
يوضح ضعف المحكمة ، وقالت الصحيفة ، على الرغم من ان سفر الرئيس البشير يعتبر
تحدياً للمحكمة الا انه يجب النظر اليه من منظور تحسن العلاقات السودانية
اليوغندية بعد العداء السافر في العقدين الماضيين ، حيث كانت هناك حرب وكالة بين
الدولتين ، ولكن في الفترة الاخيرة تحسنت العلاقات بعد الزيارة الشهيرة التي قام
بها موسفيني للخرطوم في محاولة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين ، واضافت
الصحيفة ان موقف موسفيني من المحكمة الجنائية ليس جديداً ولم يكن من المفاجئ ان
يقوم موسفيني بإهانة المحكمة الدولية وممثلي الدول الغربية ، وبالمقابل كان يمتدح
الرئيس البشير .
اكدت الصحيفة ان الاتحاد الاوربي والحكومة السودانية يعملان على
وقف تدفق الهجرة غير الشرعية من افريقيا الى اوربا ، واشارت الى ان مجلة " دير شبيجل " الالمانية
كشقت ان الاتحاد الاوربي لديه شراكة مع الرئيس البشير تهدف لوقف الهجرة من شمال
افريقيا الى اوربا ، وان اوربا سترسل معدات مثل الكاميرات والماسحات الضوئية
وخوادم تسجيل اللاجئين الى السودان ، اضافة الى المساعدة في تدريب الشرطة
السودانية على حراسة الحدود والمساعدة في بناء معسكرات ليتم إحتجاز المهاجرين فيها
، وقالت ان فكرة قيام مخيمات في السودان تقود مباشرة للأعمال الوحشية التي قامت
بها الحكومة السودانية في معسكرات النازحين في دارفور ، وهذه الاعمال وصفها البعض
بأنها ترقى لان تكون إبادة جماعية .
في الختام ذكر الصحيفة ، انه ليس من مصلحة المحكمة الجنائية الدولية
توقيف الرئيس البشير ، بسبب انها لا تملك الآلية المناسبة لمواجهته بالرغم من سفره
لعدة دول حراً حتى لدول موقعة على المحكمة ، وان الدبلوماسية العالمية الحالية في
مصلحة الرئيس البشير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق