كتب الاستاذ محمد حامد جمعة وكالعهد به
دائما قطعة ادبية في غاية الروعة يصف فيها موقفا في الطريق العام حيث اصطف الناس
وهم يحيون حافلات جنود تقلهم وهم في الطريق الي ارض المعركة وتحولت الجموع الي
احتفاء بالجند كلا يتبرع ويجود لهم بما اوقف التجار عملهم وحملوا جوالاتهم من
السكر وغير للجند وخرج المارة الي الشوارع يبتاعون من المياه الغازية وما وجدوه
وحملوا به السيارات .
في حي الكلاكلة وقف طفل يبيع الماء
وعندما شاهد جموع الشباب المتطوع للعمل في نظافة الحي ترك البيع وجاد لهم بكل ما
عنده من ماء .
واليوم في الخرطوم يرتفع الدولار كل يوم
وليس من سبب وتغير اقتصادي يتسبب في هذا الارتفاع الذي عده البعض عملا من تجار
العملة والاعمال التجارية الاخري وشكل حسب هذا نوعا من المضاربة في العملة ، من
يضارب في العملة هو مواطن لا يقل شهامة عن المواطن الذي وقف يدعم القوات المسلحة
ولا الطفل الذي جاد بقيمته تجارية من المياه لاجل نظافة الحي .. الفرق ان الدولار
عندما يعز ويندر تتوقف الانشطة والحياة ولا تنتفي الحاجة له ، وكثير من الانشطة
والاعمال لو تركتها الحكومة لجموع الناس لعملوا فيها بهمة وقوة .
اليوم نحن نوصف علي اننا دولة لها اعداد
كبيرة من المهاجرين بتاهيل مميز واخلاق سودانية مميزة ، الحكومة تتدخل كثيرا بينهم
وبين ممتلكاتهم من العملات غير السودانية فان باعوها لها تقزمت الي النصف من
قيمتها .
ورغم هذا يجدون وسائل لتوصيل مبالغ منها
الي البلاد وفيهم من ينفق على اسر وبشر ومشروعات واعمال والتزامات ، لو انهم وجدوا
ان مالهم يستلمونه كما هو دولارا بدولار وريالا بريال لاغنوا خزينة الدولة والبنوك
بعملات تكفي حاجة الناس ولزادت مساهماتهم في رعاية الاهل والاسر والاتفاق عليه ولا
تسع هذا الانفاق الي الجيران والمعارف .
ليس من سبب يرفع الدولار ، الانتاج واسع
وكبير وكاف ، بل بدات العديد من السلع في الانخفاض في الفترة الماضية قبل ان يرتفع
الدولار ويهبط الجنيه .
امامنا مليارات تقدر في حدها الادني
باربعة مليارات تضيع ويمكن ان نستفيد منها اذا رفعت الحكومة يدها وتركتها في السوق
والبنوك بسعرها ولو وجد اصحابها سعرها في البنوك لما حركومها منها .
راشد
عبدالرحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق