حضور جميل وأنيق، كما عبرت مذيعة القاعة الاستاذة الحاضرة دوماً بينهم (إيمان دفع الله)، كان زينة المنصة رجل استمع له لاول مرة فتلمست من حديثة الثر العذب الواضح بأنه مكسب لتلك الوزارة الارشادية المهمة. فالوزير المكلف د. نزار الجيلي عبر عن رأي الوزارة في خطتها للخروج بالحج القادم لهذا العام بدون أية ملاحظات، وشدد على ضرورة الاستفادة من السلبيات لتطوير الايجابيات، وقد افلح في توصيل المعلومة للحضور بحصافة ومحاذير تجعل كل شركاء العمل من ادارات ووكالات وقطاعات تحرص على التجويد وتبتعد عن التقصير في تقديم الخدمات.. التجمع الأنيق كما ذكرت كان بقاعة الحج والعمرة ظهر اليوم نظمها المكتب التنفيذي لقطاع حج الخدمات الخاصة برعاية السيد الوزير المكلف نفسه ووزير الدولة للسياحة والآثار والحياة البرية ومشاركة اعضاء شعبة وكالات السفر والسياحة بالسودان وقد كان التنظيم والترتيب حتى الالتزام بأزمنة البرنامج روعة طابقت ما قدموه هذا العام بشهادة الجميع، وقد افتتح الورشة السيد العميد(عبدالكريم ابراهيم) رئيس الشعبة، وتحدث حديث العارفين والمتمرسين في هذا المجال. فالرجل له أكثر من جلباب، فهو نظامي وضابط شرطة مشهود له بالكثير من التألق والنجاح، وهو يرتدي كذلك ثوب اصحاب الوكالات، فهو يمتلك عمل خاص في المجال، كما انه عضو المكتب التنفيذي للقطاع السياحي ولأكثر من سنوات عديدة ولم يكن ذلك الا لخبراته المتراكمة في كل ما ذكرت فحديثة كان حديث الخبير في ادق تفاصيل العمل السياحي في التعاقدات والاسكان والاعاشة والترحيل والسلبيات والايجابيات ومقالب المطوفين وخدع المتعهدين ولم يترك صغيرة او كبيرة لم يذكرها امام الجميع بكل شفافية حتى عن التقصير الذي لازم العمل بالسودان من تأخير في توزيع الحصة وتحديد موعد ضيق كآخر يوم لتسليم جوازات القطاع للادارة العامة للحج والعمرة والذي أدى الى اضطرار بعض الوكالات لتسويق حصتها بسعر التكلفة واحياناً بالخسارة حتى لا تؤخذ عليها في التقديم الجديد، واشار الى ضرورة تأهيل الوكالات للتدريب على المسار الإلكتروني حتى لا تنحصر فنيات ذلك وتتمركز في الشعبة الفنية بالادارة، مما يخلق تزاحماً وعدم جاهزية في تنفيذ التأشيرات.
وأعجبني حديث السيد العميد عن واقعية التجربة واستعدادهم في الوكالات لإدارة كل اعمال الحج عبر القطاع الخاص وصولاً للخصخصة المنشودة، وذكر أن التسهيلات والضمانات ولجان التفاوض وإبرام العقود والتحويلات البنكية لو توفرت للقطاع الخاص لنفذ كل حصة السودان بنفس المستوى المطلوب، ولأقل من سعر القطاع العام المطروح وقد يفوقه، ورجح أن السبب الرئيس هو العقلية التجارية لاصحاب الوكالات واهتمامهم بتحقيق مكاسب ولو بسيطة فهي تجارتهم التي يقتاتون منها عكس الاجهزة الادارية الاخرى والقطاعات التي يمثلها -فيما ذكر- موظفو دولة تنقصهم بعض الخبرات والثغرات في إيجاد البحث عن العروض الأخرى علاوةً على التغيرات التي تطرأ على الأشخاص وعدم وجود آلية واضحة في مواصلة المشوار. وتحدث بعد ذلك الأخ القامة علاء الدين الخواض مدير إدارة السياحة بولاية الخرطوم وعضو المكتب التنفيذي. هذا العلاء، العلا دائماً اجد نفسي متحرجاً ومتحفظاً عن مدحة لا عتبارات كثيرة. فالرجل لا يعجبه ذلك دائماً ويتباعد عن الظهور الاعلامي والشكر والثناء عليه، لكنني سأتحدث عن ذلك الاستعرض الرهيب الوافي الضافي الشامل المميز المنسق الواقعي عن تجربة القطاع، لم يترك شاردة ولا واردة في تقريره، واستعان في ذلك بمساعدات فنية عرض من خلالها صوراً لكل ما تحدث عنه، الفنادق، والمخيمات، البصات، وتجربة الوكالات وتقييمها، وأخيراً أعلن أمام الوزاء بأن الوكالات حققت نسبة نجاح 93% هذا العام، وذلك حسب تقييم اللجان الفنية والمراقبين والجهات الرقابية المكونة من الإدارة العامة والتي أخضعت تجربة كل مجموعة على حده، فخرجت بهذه النسبة المبشرة. أعقبه في الحديث الأخ المطيع محمد احمد مدير الإدارة العامة للحج والعمرة الذي كان بحق حضوراً أنيقاً كان هادئاً وواثقاً من نجاح اعمالة وكل ما قدمة، رغم تلك الثورات الإعلامية والمساءلات البرلمانية والخلافات الاخرى في طريقة ادارة أعمال حج العام وما سبقة!! وقد رحب بالحضور وركز على أن تجربة القطاع الخاص هذا العام هي انجح تجربة يشاهدها واهتم الاخ المطيع اهتماماً كبيراً بتقريب الصورة للاخ الوزير المكلف، وشدد على ضرورة تطوير التجربة وأمن على اداء الوكالات وحرص على اعلان زيادة عدد الوكالات والتأمين على توصية الورشة في اعتماد شهادة مزاولة للوكالات العاملة 1436 لخمس سنوات وقد لاحظت ان الاخ المطيع لم يتطرق لأية اشكالية او سلبية في اداء بعثة الحج الخاص وبالتالي يعتبر هذا مؤشر واضح الى أن ابتعاد الدولة وترك امر ادارة الحج للقطاع الخاص والبقاء على الاجهزة الحكومية رقابة واشرف، لهو امر مهم للغاية، وكان لحضور الاخ الشاب المهذب الوقور وزير الدولة الاستاذ عادل حامد دقلو اثر طيب في تلك المشاركات المستمرة واهتمامه بما تقوم به وزارته في ادارة وتنظيم هذه الشعيرة المهمة، خاصة وأن مدير القطاع هو مدير الادارة العامة الولائية. فحرص الاخ وزير الدولة يعد له من اكبر نجاحاته في حضور كل الفعاليات وبكل بساطة ويدخل عليك كالنسمة ومثلما اثنى على الاخ رئيس الشعبة وشخصي الضعيف من المنصة وامام هذا الجمع الكبير فنحن كذلك نثني على حضورة الانيق فعلاً وتشريفة وكلمتة القوية المرتبة واستعداده الدائم لتذليل كل العقبات ونجاح تجربة الحج الخاص وتطويرها. واختتم الحديث الاخ المدير التنفيذي عثمان الامام الذي عقب على كل ما طرح وقرأ التوصيات والمقترحات على السيد وزير الارشاد ولاحظت انه قرأها بصوت حاد ومرتفع وكأنه يقول لهم اسمعوني فالاخ عثمان دائماً يحرص أن يرى ابناءه في احسن حال وكما يذكر دائماً يعتبر كل الوكالات هي (جناه)، وركز في حديثة على اعلان واضح وصريح للحضور بان تجربة الحج السياحي هذا العام كانت رغم الظروف التي صاحبت احداث منى، إلا أن الجميع نفذ كل متطلبات كراسة التأهيل وتفوق البعض على ماجاء فيها، وأكد أن نسبة التقييم التي تلاها الاخ الخواض لم يعلم بها إلا خلال الورشة، وأكد أن نسبة المرور الكلية كانت مرصودة من القطاع 90% وتركت الـ10% للاشراقات والآن الوكالات احرزت نسبة التفوق المطلوب بأكثر من 3% كانت تلك لحطات مهمة في الورشة التقييمية والتقويمية لأعمال حج 1436 هجرية تحت شعار «قطاع رائد لمستقبل واعد» وهذا الشعار ليس من باب الاستهلاك، بل هو واقع مهم لابد للدولة أن تلتفت له وتستمع لتجارب هؤلاء الافذاذ من اصحاب الوكالات الذين أقر مدير القطاع للوزير بأن من بينهم الاداري المتمرس السابق الذي عمل بهذه الادارة وبينهم خبير الطيران الذي عمل سنوات وبينهم ضابط القوات النظامية الذي احترف كيفية ادارة الازمات وفوق ذلك بينهم ابناء واخوان من اسر عريقة مشهود لها بطيب الاصل ومكارم الاخلاق. فلتستعجل الدولة في ظل هذه الظروف والمناكفات والمشاحنات بدراسة مستفيضة وقرار فوري وجريء بتكملة اجراءات الخصخصة وترك العمل للوكالات والشركات الخاصة بناءً على تلك الوقائع مع الاحتفاظ التام لهؤلاء الرجال الاوفياء الذين ما بخلوا علينا وعلى حج بيته المبارك ظلوا يقدمون كل الدعم والاعانة والارشاد دون كلل او ملل تحية لهم جميعاً موظفي الادارة العامة للحج والعمرة وعلى رأسهم الشيخ المطيع واركان حربه الاوفياء بلا استثناء والتحية للقطاع وتحية لاعلان الاخ البلولة امين امانة الحج بلفتته البارعة بضرورة تكريم جنود اوفياء كما الاخ احمد الامين سالم، والفتى المجتهد الوديع (شوقي)، والشكر أجزلة لشركاء النجاح والتميز في الخطوط الناقلة (سعودية سودانير بدر ناس)، وشركة شيكان ووزارة الصحة ولكل الاعلاميين والمحررين الذين حرصوا على توثيق هذا التجربة الناجحة في إحدى مجالات العمل الدعوي لسودان العز والكرامة.
بدر الدين عبد المعروف الماحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق