وفقا لبرنامج رئيس الجمهورية السنوي الذي تعده رئاسة
الجمهورية خلال العام اعلن وزير الخارجية ابراهيم غندور زيارة مرتقبة للرئيس الي
روسيا نهاية العام الجاري ، حيث نفذ الرئيس زيارات لعدد من الدول بشكل دقيق شملت
دول الجوار الاقليمي مصر والسعودية اثيوبيا وجنوب افريقيا ودول اخري وستتوج بنهاية
العام الجاري بزيارة رسمية لروسيا باعتبارها احد الاقطاب العالمية والحليف
الاستراتيجي للسودان في اعقاب العقوبات الامريكية ، الغربية ، الصارمة المفروضة
على السودان ، فموسكو تعتبر حليفا استراتيجيا مهما للسودان ، وهذا تاكد في قرار
سياسي لترفيع العلاقات عبر مجلس الوزراء بدلا عن اللجان الوزارية .
حيثيات الزيارة
وتاتي الزيارة المرتقبة في اطار سياسة الدولة الخارجية
في الانفتاح نحو الشرق ، فكل من السودان وروسيا يقعان داخل دائرة العقوبات الدولية
المفروضة عليها ، ويقول مختص في الشان الروسي فضل حجب اسمه ان العلاقات السودانية
الروسية يحكمها ما اسماه العزلة الدولية ، فروسيا في حاجة للسودان للتوغل نحو
افريقيا والشرق الاوسط وشمال افريقيا ، بجانب رغبتها في استعادة مناطق نفوذها في
انجولا ، وما فقدت في ليبيا والعراق وتسعي الي حمايتهما من المخالب الغربية
الامريكية ، فتحالف روسيا مع السودان سيولد لروسيا موطئ قدم نحو افريقيا ، ويتابع
حديثه لـ اخر لحظة ان الزيارتين فتحتا افاقا للعلاقات الثنائية تم على اثرها بناء
مصانع في كل من اروما وكسلا وواو ، ثم ما لبثت ان تطورت في عهد الرئيس الراحل جعفر
النميري حيث شهدت العلاقات تعاونا سياسيا وفكريا ترجم في ابتعاث العديد من
السودانيين للدراسة بموسكو ، وركز على دراسة الجانب العلمي الطب والصيدية والهندسة
والجيلوجيا وتطورت لاحقا في ارسال الحكومة لاحقا بعثات رسمية للتدريب ، كما ان
روسيا اسهمت انذاك في وضع الخطة الخمسية للبلاد ، عدلت عقب انقلاب 1971 فيما اسماه
البرنامج السياعي او الخطة الخمسية المعدلة ، وقد اسهمت روسيا بجانب ذلك في تسليح
القوات المسلحة السودانية .
التعاون الدبلوماسي
وبدا التبادل الدبلوماسي بين الخرطوم وموسكو منذ العام
1956 ، حيث كانت موسكو من اوائل الدول التي انتظم فيها تمثيل دبلوماسي مع الخرطوم
، وقد اصدر الرئيس عبود وقتها قرارا بالتمثيل مع روسيا في اعقاب موقف الاتحاد
السوفيتي القديم داخل مجلس الامن الدولي بشان مطالبة السودان بحق تقرير المصير ،
حيث >كرت وثائق قديمة ان مندوب روسيا انذاك جروميكو ، اكد حق السودان في تقرير
المصير وقد اقيم التمثيل الدبلوماسي اسوة بالسفارة البريطانية بالخرطوم ، ومكتب
الاتصال الامريكي .
صراع الكبار
ويقول الرئيس البشير في تصريحات سابقة ان العلاقات
الروسية السودانية في الوقت الحالي في افصل حالاتها ، لاسيما في المجال السياسي ، وابلغ
الرئيس وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي سيرغي دونسكوي والوفد المرافق له
الذي زار السودان للمشاركة في اعمال اللجنة الوزارية السودانية الروسية في ديسمبر
العام المنصرم ان العلاقات بين البلدين تحتاج الي مزيد من الدفع لكي تصل الي
الكثير من المراقبين ، فالسودان مع ما يعانية اقتصاديا في حاجة لحليف يقف الي
جانبه في اطار صراع الكبار ، ولم تبخل روسيا يوما على السودان في المحافل الدولية
بالوقوف الي جانبه ، وظل مسؤولوها وعلى راسهم لابروف وزير الخارجية الروسي في
اعلان موقفهم الداعم للسودان ، بل وذهبت ابعد من ذلك في تعيين مبعوث خاص للسودان
لمتابعة قضاياه في ظل انهاجها لسياسة العزلة الدولية ، في وقت يرى فيه وزير
الخارجية البروفسير ابراهيم غندور ان زيارة الرئيس القادمة ستفتح بابا نحو
للعلاقات الاقتصادية بين البلدين ، لاسيما في اعقاب ترفيع العلاقات الثنائية
للتناول وتناقش عبر مجلس الوزراء وليس الجان الوزارية اسوة بمصر التي تناقش علاقات
البلدين عبر اللجان العليا المشتركة برئاسة الرئيسين .
اجندة الزيارة
وتوقع مراقبون ان يسطر الجانب الاقتصادي ، التعدين ، في
اعقاب ولوج عدد كبير من الشركات الروسية للاستثمار في السودان ، على اجندة الزيارة
بجانب شراء سلاح ووفقا للتقرير نشرته وكالة رويترز ان السودان يسعي لشراء صفة
طائرات هيلوكوبيتر عسكرية من موسكو ، وشدد على ضرورة ان تناقش الاجندة مصلحة
السودان في المقام الاول ، فموسكو تبحث في المقام الاول على مصالحها في المنطقة
عبر السودان ، وان الاخيرة عليها مراعاة مصالحها لمصلحة الشعب السوداني .
احلام الطيب