*يبدو
ان هناك اجراءات حقيقية ستصدر لوقف تجارة النقد الاجنبي وامتصاص ما هو موجود
بالسوق الموازية وخزائن المكاتب والبيوت ، دليلي على ذلك الانخفاض المفاجئ الذي
طرا على سعر الدولار وبقية العملات خلال اليومين الماضين ودون مقدمات ودون مبررات
اقتصادية عملية ، وهذا ما يكذب اقول وزير المالية ومحافظ بنك السودان ونائبه من ان
السبب في تدهور الجنيه السوداني هو ضعف الانتاج وارتفاع فاتورة الوارادات مقابل
الصادرات .
فهل ارتفعت صادراتنا وقلت بالمقابل وارداتنا خلال
اليومين الماضيين فقط ، لينخفض الدولار بواقع جنيهين ونصف الجنيه دفعة واحدة ؟!
من (16.5) جنيها هبط الدولار امس ( الاحد ) الي (14.5)
جنيها ، اي تراجع جنيهين كاملين ، رغم اننا لم نصدر شيئا يذكر خلال هذه الـ (48)
ساعة !!
-ما الذي حدث اذن !!
الذي حدث في تحليلي ان عدد كبيرا من التجار المربوطين
بدوائر ( المعلومات ) ، او قريبين من مؤسسات حكومية ، او حتي بعض المؤسسات شبه
الرسمية التي كانت تحتفظ بمدخراتها نقدا اجنبيا في الخزن ، علمن بان قرارا ما قيد
الصدور ، فسارعوا جميعا الي ضخ ملايين الدولارات والدراهم في السوق الموازية
ليلحقوا بمحطة بيعها عند (15) جينها ، قبل ان يكون السعر الاجباري (12) جنيها ثم
(10) جنيهات .. مثلا .
وبسبب الهرولة ناحية البيع بفزع هبط الدولار سريعا
خلال ساعات الي (14.5) جينها ويتوقع ان يصل اليوم محطة الـ(13.5) جنيها !!
انها بلد العجائب ..!
بلد الاقتصاد الهش الذي تحدد مؤشراته عمليات انتاج
وصادرات وواردات .
في الوقت الذي تزدحم فيه شوارع الخرطوم بسيارات خاصة
او حكومية مظلله بنسبة (100%) ، وبتصاديق من شرطة المرور لاشخاص ذو قيمة واهمية او
بدعوى المرض ، بالاضافة الي الاف السيارات المظللة من غير تراخيص يقودها نظاميون
برتب كبيرة وصغيرة من قوات مختلفة من بينها الشرطة نفسها ، فان مدير شرطة المرور
يرفض منح هذه الميزة التامينية الاعتيادية لرؤساء تحرير الصحف وقادة الاعلام ، بينما
هم الاكثر عرضة للمشكلات والتهديدات من وزراء وسفراء ومديري ادارات شرطية .
من بين رؤساء التحرير من تعرض للاغتيال وذهب الي الله
شهيدا ، واخرون تعرضوا لمحاولات اغتيالات معلومة ومشهورة ، بعضها لم تصل الشرطة
فيها الي الجناة حتى الان ، وعديدون تلقوا تهديدات موثقة بالبلاغات ، فكم دستوري
وكم ( لواء ) وكم ( فريق ) تعرض لتهديدات جدية وصلت حد الاغتيال ياسيادة اللواء
خالد بن الوليد ؟!
قبل عام حصلت على تصديق تظليل السيارة ، بتوجيه من
السيد وزير الدولة للداخلية الواعي المحترم ، لانه يبدو ان اللجنة المختصة في
المرور لا تعي وضعية قادة الراي العام في البلد ولا تحترمها ، ولا تستوعب تلك
التقديرات الامنية والسياسية التي فهمها السيد الوزير ، فقد تمنح التصديق لرجل
اعمال من غمار الناس وترفض منحه لمن يستحقه بحق وحقيقة .
قذفت بالتصديق في درج سياراتي ولم استخدمه مطلقا ،
فنحن من صلب هذا الشعب قمنا ، وبه نحتمي ، لكنني كنت ومازلت اريد ان اوكد للسادة
قيادة شرطة المرور السابقة والحالية واللاحقة ، ان قيادات الصحف وكبار الكتاب اولي
بالحصول على مثل هذه التصاديق من تلقاء تقديرات امنية مهنية تقدرها رئاسة شرطة
المرور دون ان يطلبها المستحقون ، هذا لو كانوا اولئك يعقلون .
الهندي عزالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق